في سنة استثنائية عبر العالم، من القرن الحادي والعشرين، وفي الخطاب الثالث على التوالي للعاهل المغربي الملك محمد السادس، تواصل أزمة جائحة فيروس كورونا في المغرب في الحضور بقوة. إن جائحة كورونا تواصل وضع اقتصادات العالم أمام مخاطر حقيقية للانهيار؛ ما يتطلب مغربيا تحركا عاجلا، عبر خطة إنعاش للاقتصاد المغربي، من استمرار ضربات الجائحة. فمهما طالت أزمة جائحة فيروس كورونا ستنتهي، ولكن لا بد من ضربات استباقية لتقليل حجم الخسائر، تجنبا لأن تكون فادحة في تداعياتها على المغاربة. ففي خطاب افتتاح السنة التشريعية الجديدة، كشف العاهل محمد السادس عن رؤية تستهدف إخراج الاقتصاد المغربي من غرفة التنفس الاصطناعي إلى انطلاقة جديدة في الحياة، ولو من وسط دمار تسببه الجائحة، مع خلق جيل جديد من فرص الشغل، وتطلع لتنزيل ورش اجتماعي ضخم لتعميم التغطية الاجتماعية والصحية لأول على المغاربة. ففي الوقت الذي يرى كثيرون أن تعافي الاقتصاديات العالمية سيأخذ وقتا طويلا، أعتقد أن الانبعاث من جديد من الممكن، ولو من رماد الأزمة. ويقدم العاهل المغربي محمد السادس وصفة علاج للاقتصاد المغربي من تأثيرات أزمة فيروس كورونا، باستهداف التشغيل والمقاولات الصغيرة والمتوسطة، أي استهداف للإنسان؛ لأن الإنسان أولا وأخيرا الركن الأساسي في الاقتصاد الناجح. ويعترف العاهل المغربي بأن أزمة فيروس كورونا كشفت عن اختلالات وعن مظاهر العجز في المغرب؛ فكما يقولون في لغة الطب، التشخيص الجيد هو أول خطوة في العلاج الناجح. ويواصل العاهل المغربي الاشتغال على التقريب بين مسارين اثنين، بقيا تاريخيا متباعدين، لجعلهما متقاربين ومتوازيين قدر الإمكان، الاقتصاد والإنسان. ويراهن المغرب على خلق قيمة مضافة، حوالي نقطتين إضافيتين سنويا، من الناتج الداخلي الخام، وإحداث مناصب شغل جديدة، خلال السنوات المقبلة، في طريق الخروج من أزمة فيروس كورونا، في قطاع الفلاحة. وفي ورقة الدواء من تداعيات أزمة فيروس كورونا، يعتبر العاهل المغربي أن نجاح خطة الإنعاش الاقتصادي تتطلب التأسيس لعقد اجتماعي جديد، كما تحتاج إلى إحداث تغيير حقيقي في العقليات، وتفرض مغربيا تطوير أداء المؤسسات الحكومية. ومن منطلق الإيمان بالإنسان المغربي، يراهن الملك محمد السادس على المواطن المغربي في إنجاح أي خطوة إصلاحية؛ لأن كل شيء يبدأ وينتهي بمشاركة فعالة من المغاربة.