تواترَت أخبار إحباط السلطات الرسمية لعمليات الهجرة غير النظامية في المناطق الشمالية خلال الفترة الأخيرة، وعجّت مواقع التواصل الاجتماعي بأشرطة توثّق لنجاح مئات المهاجرين المغاربة في بلوغ السواحل الإسبانية والإيطالية، في إشارة واضحة على انتعاش الهجرة السرية صوب الضفة الأوروبية بعد فترة الهدنة المؤقتة. بذلك، عاد نشاط "قوارب الموت" مجددا بالمملكة، حيث يُحاول "الحرّاڭة" استغلال الظرف الصحي القائم من أجل مغادرة التراب الوطني، لا سيما أن الظاهرة تنتعش في هذه الفترة السنوية، بدءا من شتنبر إلى غاية نونبر، ولا يقتصر الأمر على الرباط فحسب، وإنما يشمل النشاط جميع العواصم المغاربية. وفي هذا الصدد، قال محمد بنعيسى، رئيس مرصد الشمال لحقوق الإنسان، إن "ظاهرة الهجرة غير النظامية عادت من جديد إلى السواحل المغربية، حيث يحلم الشباب بعبور البحر الأبيض المتوسط صوب الضفة الأوروبية، ومرد ذلك إلى الظروف الاقتصادية التي تمرّ منها البلاد". وأضاف بنعيسى، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "العوامل الاقتصادية تساهم في تنامي الهجرة غير النظامية بالدرجة الأولى، بعدما أدت الجائحة إلى تأزيم الوضعية العامة بالبلاد، فارتفع بذلك معدل البطالة وفقدان مناصب الشغل في الفترة الأخيرة". وأوضح الحقوقي المغربي أن "هناك عاملا إضافيا يساهم في تزايد وتيرة قوارب الموت، يتعلق بفقدان الأمل لدى الشباب المغربي في تحسن الأوضاع المعيشية، باعتبار أن المؤشرات الاقتصادية الصادرة من لدن الجهات الرسمية تفيد بأن المغرب سيعرف نموا اقتصاديا ضعيفاً إلى غاية 2023". وشدد المتحدث لهسبريس على أن "غياب المؤشرات الإيجابية يدفع الشباب إلى ركوب قوارب الموت، في ظل توفر عوامل الجذب في الضفة الأوروبية، حيث يتم تداول عشرات الأخبار التي تفيد بأن الوضعية الاقتصادية للمهاجرين تتحسن أكثر فأكثر بفعل وجود مناصب الشغل، وغيرها من الامتيازات". ولفت المصدر عينه إلى أن "منصات التواصل الاجتماعي تؤدي بدورها إلى رفع معدلات الهجرة غير النظامية، نتيجة مقاطع الفيديو التي تُبثّ عليها بين الفينة والأخرى، تظهر مهاجرين يسجدون عند وصولهم إلى السواحل الأوروبية؛ ما يسوّق صورة خارجية للشباب بأن الهجرة تعني تحقيق الآمال".