أرْخت الأزمة الصحية الراهنة بظلالها على الواقع المعيشي لمُستخدمي الحانات في العاصمة الاقتصادية، بعدما اتّجه بعضها نحو الإفلاس في ظل الحجر الصحي الجزئي الذي تعرفه المدينة منذ أشهر؛ الأمر الذي أثّر بالسلب على وضعيتها الاقتصادية. وفي ظل غياب الزبناء الذين يتخوفون من التقاط فيروس "كورونا" المستجد، اضطرت مجموعة من الحانات، خلال الفترة الأخيرة، إلى إغلاق أبوبها، بفعل ضعف الحركة التجارية. كما ساهمت التدابير الاستثنائية التي تشهدها مدينة الدارالبيضاء، بدءًا من شتنبر الأخير، في تكريس أزمة الحانات، حيث قرّر بعضها الإغلاق التامّ إلى حين رفع الحجر الصحي الجزئي، بسبب توقيت العمل المحدد في الثامنة مساءً؛ ما أدى إلى فقدان الزبناء الذين يتقاطرون عليها في الفترة الليلية. وأفادت شهادات بعض المستخدمين، في حديث مع هسبريس، بأنهم يعيشون وضعاً اجتماعيا صعباً، مُجمعين على "تضرّر" القطاع جراء تفشي فيروس "كورونا" المستجد، لا سيما في ظل اعتماد سياسة الإغلاق الجزئي التي بددت آمال المهنيين لاستدراك "خسائر" الحجر الصحي الشامل. ولفتت التصريحات عينها الانتباه إلى أن العاملين في الحانات والملاهي الليلية يعانون في صمت، لا سيما بالحواضر الكبرى، من قبيل مدينة الدارالبيضاء التي كانت تعرف رواجا اقتصاديا كبيراً، آملين أن تتحسن الوضعية الوبائية في المدينة، حتى يعود النشاط التجاري إلى سابق عهده. وتشهد مدينة الدارالبيضاء، منذ أسابيع، استنفاراً محليا، بسبب ارتفاع "عداد كورونا"، خاصة الحالات الحرجة والصعبة التي ترقد في أقسام العناية المركزة؛ ما دفع المصالح الإدارية المسؤولة إلى إعادة الحجر الصحي الجزئي، من خلال إغلاق المناطق الموبوءة. واشترطت السلطات المحلية على المقاهي إغلاق أبوابها في الساعة الثامنة مساءً، بينما حددت توقيت إغلاق المطاعم في الساعة التاسعة مساءً، مع فرض حظر التجوال الليلي بدءًا من الساعة العاشرة مساءً إلى غاية الساعة الخامسة صباحاً، فضلا عن اتخاذ مجموعة من التدابير الأخرى. وعلى الرغم من هذا الاستنفار، فإن الحكومة لم تستطع احتواء الوضعية الوبائية في القطب المالي للمملكة؛ ما يدفعها إلى تمديد سيران الإجراءات الاستثنائية، وهو ما يؤثر سلباً على العاملين في القطاع غير المهيكل، لا سيما أن المدينة معروفة بارتفاع نسبة الهشاشة الاجتماعية في صفوف سكانها.