حالة "تراخٍ جماعية" ملحوظة في العاصمة الاقتصادية للمملكة، تزايدت وتيرتها خلال الأسابيع الأخيرة، على الرغم من استنفار مختلف السلطات المحلية لأجهزتها، قصد السيطرة على "عداد كورونا" المرتفع، في أفق استرجاع توازن المنظومة الصحية. ولم تعد بعض المراكز الكبرى والمحلات التجارية تتخذ الاحتياطات الصحية الوقائية الموصى بها، تحديدا ما يتعلق بتوفير المعقمات والمطهرات في مداخلها، إلى جانب احترام مسافة التباعد الجسدي بين الزبناء، فضلا عن التنظيف الدوري للأروقة. وعلى المنوال نفسه، لا يلتزم أغلب المواطنين بالاحترازات العامة للحد من تفشي فيروس "كوفيد-19"، حيث تصّر شرائح مجتمعية مختلفة على العودة إلى "الحياة الطبيعية" وتحدّي التدابير المتخذة من لدن السلطات العاملية في القطب المالي. وتعرف المناطق الشعبية خرقاً واضحاً لإجراءات السلامة الصحية، ما جعلها تتحول إلى بؤر وبائية، ساهمت في رفع الحصيلة اليومية لفيروس "كورونا" المستجد؛ الأمر الذي تسبب في إغلاقها بشكل جزئي إلى حين التحكّم في أعداد المصابين. بدورها، تعرف وسائل النقل العمومي "خروقات" متكررة، بحيث تعمد بعض المركبات إلى تجاوز الطاقة الاستيعابية المسموح بها في القانون، وتظهر مظاهر الازدحام الشديد في ساعات الذروة، لا سيما بعد الساعة السادسة مساءً، إذ يتسابق الناس لبلوغ منازلهم قبل حظر التنقل الليلي. وقد أعلنت الحكومة، منذ السابع من شتنبر الجاري إلى حدود اليوم، عن حزمة من القرارات المركزية التي تروم السيطرة على الوضعية الوبائية المقلقة في الدارالبيضاء؛ لكنها لم تفلح بعد في تسطيح منحى إصابات "كورونا"، بينما تمكّنت حواضر أخرى من ضبط الحالة الصحية. وتستأثر الدارالبيضاء بحصة الأسد في إصابات ووفيات الوباء، حيث رصدت المدينة، السبت المنصرم، 1037 حالة، وسجلت أيضا 16 حالة وفاة لوحدها، في وقت يدق فيه خبراء الصحة ناقوس الخطر بشأن "تضاعف" الحالات في فصل الشتاء الذي يصادف الموجة الثانية من الفيروس. وتهيب الحكومة، خلال البيان الصادر في 6 شتنبر، بالمواطنات والمواطنين التقيد الصارم بتوجيهات السلطات العمومية والتدابير والإجراءات الاحترازية المعلن عنها، لا سيما إجبارية ارتداء الكمامات الواقية والتزام قواعد النظافة العامة واحترام التباعد الجسدي في الأماكن العمومية. وفي ظل التطورات الأخيرة، حدّدت السلطات توقيت إغلاق أسواق القرب في الثالثة زوالا، وأمرت أيضا بإغلاق المقاهي والمحلات التجارية على الساعة الثامنة مساء، والمطاعم على الساعة التاسعة ليلا؛ في حين أقّرت حظر التنقل الليلي بجميع أرجاء تراب المدينة، من الساعة العاشرة ليلا إلى الساعة الخامسة صباحا.