متغيرات التنظيم لا تزال منذرة بمزيد من التقاطب داخل الحزب الاشتراكي الموحد؛ فقد اشتدت الأزمة بين تياري الأمينة العامة نبيلة منيب والنائب البرلماني عمر بلافريج، بسبب تداعيات تصريحات القيادة بشأن فيروس "كورونا" والتقليل من خطورته. وانتقل الصدام إلى مستويات تحدث فيها الطرفان عن تجميد عضوية النائب عمر بلافريج، وهو ما نفته الأمينة العامة نبيلة منيب، لهسبريس، جملة وتفصيلا، رافضة الإدلاء بأي معطيات أخرى بخصوص الخلافات الداخلية وسط التنظيم اليساري. ويعيش حزب " الشمعة"، منذ مدة، على وقع انقسام في وجهات النظر، خصوصا فيما يتعلق بالخرجات الإعلامية، التي صاحبت فترة تفشي فيروس "كورونا" بالمغرب؛ ففي الوقت الذي تنتصر فيه منيب لعلاقة الفيروس بأجندات مشبوهة، يرفض آخرون هذا الطرح. وباستثناء مراسلتين للجنة التنظيم الوطنية تطلب من كتّاب الفروع حصر العضوية وعقد الاجتماعات الدورية، يسير الحزب بشكل بطيء في كافة تحركاته مركزيا وجهويا؛ وهو ما ربطته مصادر داخلية بهذا الصراع الذي ينهك التنظيم. وخرج العديدون من مناصري طرح النائب عمر بلافريج لانتقاد خرجات الأمينة العامة؛ وهو ما قابله مساندو منيب بالمواجهة، واستعادة شريط الصدام الشهير الذي جرى بين الطرفين، يوم 7 مارس الماضي، بقرار منع عمر بلافريج من تأطير ندوة داخلية. ومباشرة بعد هذه التصريحات الصادرة عن منيب، راسل النائب البرلماني عمر بلافريج رئيس الحكومة بشأن "دعم الفكر العقلاني، ومواجهة الخرافة التي تعاطى بها العديدون مع فيروس كورونا". واعتبرت منيب أن السؤال استهدفها، وخرجت بتصريحات تقول فيها إنها اشتغلت على الفيروسات لمدة طويلة بحكم عملها أستاذة جامعية، موردة أن "ما جرى يندى له الجبين، وسيعود على أصحابه بالخبث"، على حد تعبيرها. وقال النائب البرلماني عن فيدرالية اليسار الديمقراطي في سؤاله إلى رئيس الحكومة: "في سياق متابعة المغاربة لانتشار فيروس "كورونا"، يطغى على النقاش الدائر كما يحدث في مواضيع عديدة أخرى تفسيرات مغلوطة، غير مبنية على مصادر علمية، وفي جزء كبير منها مبنية على ثقافة المؤامرة". واعتبر بلافريج، في سؤاله، أن الجهات التي تربط انتشار "كورونا" بالمؤامرة "تسهم في تكريس النظرة التشاؤمية للمستقبل، ويؤثر ذلك على العلاقة بين المجتمع والمؤسسات العلمية". ودعا بلافريج رئيس الحكومة إلى محاربة "الفكر الخرافي والتفسيرات الشعبوية التي تضلل الرأي العام وتنشر معلومات تهدد أحيانا سلامة المواطنين والمواطنات". وربط كثير من متتبعي عمر بلافريج سؤاله بالتفسير المثير للجدل الصادر عن نبيلة منيب، الذي قالت فيه: "إن فيروس "كورونا" وباء مصنوع يندرج ضمن نظرية المؤامرة، حيث إنهم يخلقون الداء ويخلقون له الدواء وقتما يشاؤون".