تأكد رسميا التقاطب بين الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد، نبيلة منيب، والنائب عن فيدرالية اليسار الديمقراطي، عمر بلافريج، عقب التصريحات المثيرة للجدل بشأن "مؤامرة" فيروس "كورونا". واعتبر بلافريج أن "الكلام قد انتهى مع نبيلة منيب عندما وصفتني بالجاهل بكل المواضيع والمخزني"، مسجلا باقتضاب أن "الرد لا يمكن أن يكون على مثل هذه التصريحات التي أدلت بها الأمينة العامة". وأوضح بلافريج، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أنه "لا يمكن بتاتا الإجابة عن الاتهامات بالجهل والمخزنة الصادرة عن الأمينة العام للحزب الاشتراكي الموحد، فهذا لا ليس مستواي". ويعيش التنظيم اليساري على وقع صدامات حادة بين مختلف أعضائه عقب التصريحات التي أدلت بها نبيلة منيب بخصوص فيروس "كورونا"، معتبرة أنه "مؤامرة إمبريالية من صنع البشر". ومباشرة بعد هذه التصريحات الصادرة عن منيب، راسل النائب البرلماني عمر بلافريج رئيس الحكومة بشأن "دعم الفكر العقلاني، ومواجهة الخرافة التي تعاطى بها العديدون مع فيروس كورونا". واعتبرت منيب أن السؤال استهدفها، وخرجت بتصريحات تقول فيها إنها اشتغلت على الفيروسات لمدة طويلة بحكم عملها أستاذة جامعية، موردة أن "ما جرى يندى له الجبين، وسيعود على أصحابه بالخبث"، على حد تعبيرها. وقال النائب البرلماني عن فيدرالية اليسار الديمقراطي في سؤاله إلى رئيس الحكومة: "في سياق متابعة المغاربة لانتشار فيروس كورونا، يطغى على النقاش الدائر كما يحدث في عدة مواضيع أخرى تفسيرات مغلوطة، غير مبنية على مصادر علمية، وفي جزء كبير منها مبنية على ثقافة المؤامرة". واعتبر بلافريج، في سؤاله، أن الجهات التي تربط انتشار "كورونا" بالمؤامرة "تساهم في تكريس النظرة التشاؤمية للمستقبل، ويؤثر ذلك على العلاقة بين المجتمع والمؤسسات العلمية". ودعا بلافريج رئيس الحكومة إلى محاربة "الفكر الخرافي والتفسيرات الشعبوية التي تضلل الرأي العام وتنشر معلومات تهدد أحيانا سلامة المواطنين والمواطنات". وطالب النائب اليساري الحكومة بتخصيص "برامج تلفزيونية وإذاعية تستضيف علماء متخصصين مغاربة وأجانب ذوي مصداقية لتنوير الرأي العام، وتبسيط الإشكاليات والمفاهيم استنادا إلى مصادر علمية". وشدد المصدر ذاته على ضرورة "تشجيع البحث العلمي الجامعي الرصين، الذي يعتمد دائما على مصادر علمية، بالإضافة إلى توفير مناخ يضمن حرية الفكر والتعبير، ومراجعة المقررات الدراسية بما يتلاءم مع الفكر العقلاني المبني على الحس النقدي". وربط كثير من متتبعي عمر بلافريج سؤاله بالتفسير المثير للجدل الصادر عن نبيلة منيب، الذي قالت فيه: "إن فيروس كورونا وباء مصنوع يندرج ضمن نظرية المؤامرة، حيث إنهم يخلقون الداء ويخلقون له الدواء وقتما يشاؤون". وأضافت القيادية اليسارية، في لقاء مع طلبة أحد المعاهد الخاصة للتكوين الصحافي بمدينة الدارالبيضاء، أن "باحثين توصلوا إلى أن فيروس كورونا مصنوع، وقد تمت صناعة دوائه قبل صناعته"، موردة أن "80 في المائة من الأدوية الصالحة لهذه الاستعمالات تصنعها الصين بنفسها".