حساسية مفرطة تطبع أحاديث المغاربة حول موضوع الجنس بشكل عام، والتربية الجنسية على الأخص، بفعل العوامل المجتمعية "المعقدة"، التي أضفت صفة "القدسية" على الظاهرة، غير أن الوقائع الصادمة، التي بدأت تنكشف للأسر (اغتصاب الأطفال)، دفعت بعض الأولياء إلى مصارحة أبنائهم بخصوص إمكانية التعرّض لأي تحرش جنسي أو اغتصاب. أمل شباش، الطبيبة النفسانية المتخصصة في الإشكالات الجنسية، أوضحت أن الأمر فيه "وعي وتقدم كبير لدى المجتمع". وتابعت قائلة: "اشتغلت طبيبة مختصة في المشاكل الجنسية أزيد من عشرين سنة، حيث لاحظت إقبال الأزواج على عيادتي لطرح استفساراتهم بشأن قضايا جنسية عدة". وأضافت شباش، في الندوة الافتراضية التي نظمتها جريدة هسبريس الإلكترونية، مساء الأحد، حول تيمة التربية الجنسية في علاقتها بالمجتمع المغربي، أن "الأسر كانت تتفادى الحديث بالمطلق عن المشاكل الجنسية سنة 2000، لكننا صرنا نتحدث عن الموضوع بشكل كبير في 2020". وأوضحت الطبيبة النفسانية أن "ذكر كلمة جنس يسبّب لنا حساسية مفرطة، وهذا مرده التربية التي تلقيناها في المحيط الأسري، والتي مفادها السكوت عن موضوع الجنس"، مشيرة إلى أن "الدين يحثّ على علاقة حميمية متوازنة، حيث أرى حالات كثيرة لأشخاص ينهون العلاقة الزوجية بسبب مشاكل جنسية". وتطرقت شباش إلى بعض المشاكل الجنسية التي تعرفها الحياة الزوجية، تأتي في مقدمتها الإثارة الجنسية والرغبة الجنسية والقذف السريع والتشنج المهبلي وغيرها. وزادت شارحة: "الإشكال، الآن، أن الجميع يتحدث عن التربية الجنسية، بينما ينبغي أن يعهد النقاش إلى الاختصاصيين فقط". ولفتت شباش، التي تفضل توظيف مصطلح "تربية الحياة"، الانتباه إلى أن مضامينها لا تحرض على الجنس، داعية إلى "عدم تطبيق نموذج غربي على المجتمع المغربي، بل يجب أن تطبق تقاليده وديانته على التربية الجنسية". كما حذرت من "الأفلام الإباحية التي تجعل الفرد يفكر بطريقة سلبية في ظل غياب التربية". وختمت الطبيبة النفسانية ذاتها مداخلتها بالإشارة إلى أن "تربية الحياة ستشكل ذرعاً واقياً للأبناء من أجل الحفاظ على أنفسهم، وتشجيعهم على قول كلمة لا للغرباء"، مشيرة إلى "وجود مشكل تواصلي بين الآباء والأبناء، لأنه يجب احترام أفكار الآخرين حتى نؤسس لمجتمع متوازن".