تطرق يونس معديني، الباحث في الهجرة الدولية بجامعة السلطان المولى سليمان ببني ملال، إلى حيثيات الهجرة الدولية التي انطلقت بشكل مبكر من منطقة الجبل والدير بسهل تادلة، مبرزا أنه رغم غنى مواردها الفلاحية، فإن منطقة بني عمير ظلت مجالا طاردا للمهاجرين، خاصة نحو إيطاليا وإسبانيا. وأبرز الباحث، في مقالة معنونة ب"ذاكرة الهجرة الدولية بسهل تادلا- نموذج بني عمير كحوض هجروي"، أن "هذه الظاهرة شغلت تفكير عدد من سكان المنطقة، وصارت حلما يسعى كل واحد إلى تحقيقه، لتتحول في ظرف وجيز إلى حوض هجروي مهم على الصعيد الوطني". وتابع موضحاً: "تحكمت في ذلك مجموعة من العوامل والآليات، منها ما له علاقة بالقرابة الدموية والجغرافية والعلاقات الاجتماعية، ومنها ما هو مرتبط بالشبكة الهجروية réseau migratoire التي وفرها المهاجرون الأوائل بكل من إيطاليا وإسبانيا، حيث ظلت تقدم مجموعة من الخدمات لأبناء المنطقة، هذا بالإضافة إلى الدور الذي لعبته بعض المناطق المجاورة لبني عمير في انتشار ثقافة الهجرة بين الأفراد؛ وبذلك صارت المنطقة تحتضن ذاكرة هجروية مهمة". وإليكم المقالة: مقدمة تعتبر الهجرة الدولية من الظواهر التي أصبح يعرفها عالمنا اليوم؛ فكل دول العالم صارت تستقبل مهاجرين جددا، وفي الوقت نفسه يغادرها هي الأخرى عدد من سكانها نحو بلدان ودول أخرى، لكن مع وجود فارق كبير: فهناك دول صارت وجهة لعدد مهم من المهاجرين مقابل دول تعرف نزوحا لعدد من سكانها نحو بلدان أخرى، وهذا ما جعل بعض الباحثين من أمثال أنطوني غدنز يصفون هذا العصر ب"عصر الهجرة"؛ فقد تحول هذا العالم وفق التعبير الذي استعمله المشاركون في المؤتمر الثامن للجغرافيا إلى قافلة. لقد كانت الهجرة الدولية المغربية إفرازا للسياق الوطني والدولي، فقد برزت الظاهرة خلال الفترة الكولونيالية أي خلال مرحلة الاستعمار، فحسب بعض الباحثين أدى الاحتلال الفرنسي لعدد من المناطق المغربية إلى نزوح عدد من ساكنتها القروية نحو المراكز الحضرية، وكذلك إلى هجرة عدد من ساكنة المدن نحو الخارج خاصة في اتجاه فرنسا للعمل هناك في الجيش والمناجم والمصانع. في هذا السياق، برزت منطقة بني عمير بسهل تادلا كحوض هجروي انطلقت منه تيارات هجروية مهمة؛ فهذه المنطقة لم تكن منغلقة على نفسها، إذ ظلت تربطها علاقات تاريخية بالمناطق المجاورة لها. فبعدما كان هذا المجال يستقطب عددا مهما من المهاجرين الباحثين عن فرص شغل بالقطاع المسقي أصبح حاليا يغذي تيارات هجروية مهمة نحو الخارج وخاصة نحو إيطاليا وإسبانيا. أولا: سهل تادلا حوض هجروي تطور بشكل مهم خلال العقود الأخيرة 1.أ. انطلقت الهجرة الدولية بشكل مبكر من منطقة الجبل والدير بسهل تادلا اقتصرت الموجة الأولى للمهاجرين بسهل تادلا على المناطق الجبلية ومناطق الدير، حيث كانت بداياتها خلال مرحلة الحماية واستمرت بعد الاستقلال، فقد ظلت وجهتها الرئيسية هي فرنسا نظرا لحاجتها الملحة إلى اليد العاملة لإعادة بناء اقتصادها بعد الحرب العالمية الثانية. وتميزت بكونها هجرة انتقائية ارتبطت تاريخيا بالفرنسي فيليكس مورا Félix Mora الذي كان يسهر على تدبيرها، وهي هجرة منظمة من طرف الحكومة الفرنسية عن طريق عقود العمل ومن بين هذه المناطق التي شملتها الموجة الأولى من الهجرة، نذكر ''القصيبة'' التي كان حاكمها ويدعى سعيد واسو على معرفة شخصية بهذا الضابط الفرنسي. إن ما يميز الموجة الأولى من المهاجرين هو انطلاقها من مناطق فقيرة اقتصاديا، تتميز بظروف طبيعية قاسية وتعاني من التهميش الاجتماعي، وهذا عكس الظروف السوسيواقتصادية للموجة الثانية. كما ظلت الهجرة إلى أوروبا (نموذج فرنسا) خلال الموجة الأولى (فترة الستينيات) ينظر إليها في غالب الأحيان بشكل سلبي، ويتم تمثل فاعليها على أنهم فاشلون اجتماعيا ومعرضون للتنصير دينيا وعدم شرعية الأموال التي يتم جنيها ببلاد النصارى. 1.ب. ظلت منطقة بني عمير في منأى عن الهجرة الدولية المنظمة لم تندمج منطقة بني عمير ضمن الهجرة الدولية المنظمة التي عرفتها مناطق الدير والجبل. ويُعزى ذلك إلى جملة من الاعتبارات تتمثل أساسا في الأهمية الاقتصادية للسهل على المستوى الوطني نظرا للتجربة السقوية المبكرة التي عرفها؛ فقد شكل النشاط الفلاحي العصري وبعض وحدات الصناعة الفلاحية والإدارية بنى تحتية ساهمت في تأخر هذا الاندماج. ففي بداية القرن العشرين، عرفت منطقة بني عمير مجموعة من التحولات الفلاحية، والتي انطلق مسلسلها بإدخال السقي العصري مما ساهم في الانتقال من بنيات فلاحية ما قبل رأسمالية تعتمد على الزراعة الموسمية والرعي الواسع إلى بنيات فلاحية رأسمالية ترتكز على نظام كثيف في الزراعة وتربية الماشية. ونتيجة لعملية السقي، فقد ارتفع ثمن الأرض ليبلغ ثمن الهكتار المسقي العالي الجودة حوالي 18 مليون سم، بينما لا يتعدى ثمن الهكتار البوري 4 ملايين سم، كما ارتفع الإنتاج وتعددت أنواع المحاصيل الزراعية مما خلق فرص مهمة للعمل. ثانيا: العوامل التي ساهمت في الهجرة الدولية ببني عمير 2.أ. دوفع اقتصادية كان ينتظر من منطقة بني عمير بعد إدخال السقي أن تصبح مجالا جاذبا للهجرة الداخلية من المناطق المجاورة، لكن نجدها عكس ذلك قد أصبحت حوضا هجرويا بامتياز. هذه المفارقة يمكن تفسيرها بمجموعة من العوامل في مقدمتها العامل الاقتصادي، فما أصبح يعانيه القطاع الفلاحي من مشاكل مرتبطة بالظروف التي عرفتها المنطقة خلال بداية الثمانينيات، خاصة بعدما أصبحت تتناقص فيها وسائل العيش المحلية قد دفع بالعديد من الأفراد إلى التفكير في الهجرة. إن القطاع الفلاحي، الذي ظل يشكل قطاعا أساسيا بالنسبة لمجال بني عمير، أصبح يعاني من خلل ستكون له انعكاسات وخيمة على أبناء المنطقة؛ فقد عرفت تكلفة الإنتاج ارتفاعا متزايدا، حيث بلغت تكلفة الهكتار الواحد من الأرض حوالي 11000 درهم سنة 1991 نظرا لارتفاع تكلفة اليد العاملة. هذا في الوقت الذي تراجع فيه دعم الدولة للفلاح نتيجة تطبيق المغرب لبرنامج التقويم الهيكلي (PAS 1983) في المجال الفلاحي، حيث تم إلغاء الدعم المخصص لبعض المزروعات ولبعض المعدات ووسائل الإنتاج الفلاحي. فبدءا من التسعينيات تغيرت سياسة المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي، حيث أصبح الفلاح مطالبا بتسديد الديون التي في ذمته قبل فترة الإنتاج. 2.ب. دوافع اجتماعية عرفت منطقة بني عمير ارتفاع حدة البطالة كنتيجة لتدهور الوضع الاقتصادي والاجتماعي، فقد تبين لنا من البحث الميداني أن نسبة مهمة من اليد العاملة كانت تشتغل بالقطاع الفلاحي الذي تأزم نتيجة ارتفاع تكاليف الإنتاج، كما ظلت فئة مهمة من السكان تعاني من البطالة. فما يمكن استنتاجه هو تأزم الظروف الاجتماعية للمهاجرين قبل الهجرة، ويُعزى ذلك إلى الأزمة التي أصبح يعرفها القطاع الفلاحي وعجزه عن توفير فرص الشغل لفئة عريضة من شباب المنطقة نتيجة إملاءات المؤسسات المالية الدولية على المغرب في إطار برنامج التقويم الهيكلي، والتي كانت نتائجه كارثية في القطاع الاجتماعي إذ ستساهم في تخفيض فرص الشغل. كما أن العديد من المهاجرين يعتبرون العزلة التي تعانيها مناطقهم القروية دافعا إلى التفكير في الهجرة؛ فمن جهة هناك قلة فرص الشغل، ومن جهة أخرى فالدولة لم تتدخل لدعم القطاع الفلاحي الذي تأزمت أوضاعه. هذا في الوقت الذي عجزت فيه المدرسة عن أداء الأدوار التي كانت تقوم بها فيما مضى كعامل للارتقاء الاجتماعي. لقد أمكننا البحث الميداني من الوقوف على بعض من الدواوير التي تفتقر للعديد من المرافق التعليمية والبنى التحتية، هذه الظروف شكلت دافعا قويا إلى مغادرة الدوار والبحث عن فرص أفضل في الخارج. وعليه، كانت الهجرة هي الحل كما عبر عن ذلك الباحث عبد الرحيم العطري بالقول: ''تؤشر الهجرة دوما على نوع من الحراك الاجتماعي داخل المجال، والذي يفترض انتقالا اجتماعيا من فضاء إلى آخر، ومن ثقافة إلى أخرى". 2.ج. دوافع نفسية: مارست الهجرة تأثيرا قويا على فئات عريضة من شباب المنطقة، حيث ظل هذا الحلم يراود كل فرد فعبارة ''بْغِيتْ نْمْشِي لْطْلاَيْنْ نْجِيبْ فْلُوسْ خْرَايْنْ''(أريد الهجرة نحو إيطاليا للحصول على المال) تتردد باستمرار، بل ترسخت في الذاكرة الجماعية للمنطقة؛ فالزيارات المتكررة للمهاجر وحجم تحويلاته المالية والقيمة التي يحظى بها داخل الأسرة والدوار، كل ذلك يؤجج في نفوس الشباب فكرة الهجرة وتتأكد الفكرة كلما تأزمت الظروف الاقتصادية والاجتماعية، مما يجعل حدث الهجرة قريبا منه نفسيا كما أشار إلى ذلك الباحث أبو العز في دراسته لمنطقة تادلا. ولم تعد للمسافة الكيلومترية أي معنى أمام المسافة النفسية التي تجعل حدث الهجرة قريبا إلى المهاجر العميري، فتصبح العراقيل والحدود الجغرافية التي تفصله عن الوصول إلى وجهته ولا تشكل بالنسبة إليه أية صعوبة، ولذلك نجده يقطع الأدغال أو يعبر العديد من البلدان في سبيل الوصول إلى إيطاليا. ثالثا: عوامل وآليات انتقال الفعل الهجروي ببني عمير لقد تفننت أدبيات الهجرة بوصف المنطقة على أنها حوض هجروي مهم. من هذا المنطلق، سيكون من اللازم تحديد الكيفية التي جعلت من هذا المجال حوضا هجرويا؛ وذلك من خلال الوقوف على آليات انتقال الفعل الهجروي، حيث لعبت الشبكات الهجروية وما ارتبط بها من قرابة جغرافية ودموية دورا مهما في انتشار الفعل الهجروي، كما كان للقرب الجغرافي لبني عمير من منطقة بني مسكين دور لا يقل أهمية عن سابقه في انتقال الهجرة. 3.أ. دور الشبكة الهجروية في انتشار الهجرة الدولية داخل منطقة بني عمير تعد الشبكة الهجروية réseau migratoireبمثابة الوسيلة التي من خلالها استطاع عدد من المهاجرين الوصول إلى بلدان الاستقبال؛ فهي تمارس تأثيرها على المرشح الجديد للهجرة، إذ يحتاج قبل هجرته إلى ما يضمن نجاح مشروعه الهجروي ببلد الاستقبال وبعد وصوله يحتاج إلى من يوجهه ويساعده. فمن المؤكد أن الهجرة بالمنطقة لعبت فيها العلاقات الاجتماعية دورا أساسيا، فالمهاجر يظل مرتبطا بموطنه الأصلي بحكم أواصر القرابة الدموية القريبة والبعيدة التي تربطه بالدوار؛ فخلال زياراته المتكررة يعمل على اصطحاب أحد أفراد أسرته أو من تربطهم به قرابة دموية أو انتماء جغرافي، كما يوفر لهم مجموعة من الخدمات والمساعدة ببلد المهجر فتتسع دائرة الهجرة بالمنطقة وتتطور الشبكة الهجروية. لقد تحكمت الروابط الاجتماعية في هجرة أبناء المنطقة نحو الخارج؛ ذلك أن الأسرة التي يهاجر أحد أفرادها سرعان ما تشهد أيضا هجرة أفراد آخرين مقارنة بالأسرة التي لا تملك مهاجرا فتنتقل بذلك عدوى الهجرة، فقد ظلت القرابة الدموية حاضرة بقوة في انتقال الفعل الهجروي، فالأب يصطحب أبناءه والابن يحاول الالتحاق بوالده والأخ يعمل على مساعدة أحد إخوته على الهجرة. فقد أمكننا البحث الميداني من الوقوف على عدد مهم من المهاجرين الذين هاجروا نحو إيطاليا وإسبانيا بفعل مساعدة أحد أقاربهم سواء أثناء السفر أو عند الوصول إلى بلد المهجر، حيث صرح العديد منهم بدور أفراد العائلة الذين هاجروا مبكرا في توجيه هجرتهم نحو كل من إيطاليا واسبانيا. فشبكة الهجرة تسهل إقامة المهاجر الجديد باعتباره وافدا لا دراية له بالعالم الذي يستقبله، حيث يتم توجيهه وتقديم المساعدة له من طرف مهاجرين من أفراد عائلته، يصرح بعض المستجوبين: "مْلِّي وْصْلْتْ لْطَّالْيَانْ مَكْنْتْ كَنْعْرْفْ وَالُو ، دْخْلْتْ لْعَالَمْ غْرِيبْ عْلِّيَّا (...) وْلآدْ عْمَّي هْزُّونِي (قدموا لي المساعدة) ، وْوَرَّوْنِي كِيفَاشْ نْبِيعْ ونْشْرِي فالطَّالْيَانْ (...) الْمُهِمْ بْقِيتْ 15 يُومْ (...) ومْنْ بْعْدْ وْلِّيتْ كَنْجِيبْ السّْلْعَة بُوحْدِي...''.(مهاجر م أ 56 سنة) (عندما وصلت إلى إيطاليا لم أكن أعرف أي شيء، غير أن أبناء عمي قدموا لي يد المساعدة وساعدوني في ممارسة التجارة وبعدها بدأت أعتمد على نفسي). 3.ب. الزيارات المتكررة للموطن الأصلي تعتبر من عوامل انتشار الهجرة تشكل تلك الزيارات التي يقوم بها المهاجر إلى مسقط رأسه فرصة لإظهار مدى نجاح مشروعه الهجروي؛ فأثناء زيارته يعمل على توزيع عدد من الهدايا مثل بن وعطور وملابس وأجهزة منزلية وكهربائية، كما يستغل هذه الزيارات ليقدم لأسرته ما ادخره من مال بالمهجر؛ ذلك أن المهاجرين الأوائل يحرصون على تحويل ما جمعوه من مال بشكل عيني (أوراق نقدية) لأسرهم، دون إرساله عن طريق البريد أو المؤسسات البنكية نظرا لعدم انتشارها بما يكفي آنذاك. أضف إلى ذلك، أن هذا المهاجر خلال زيارته يصطحب معه وسيلة نقل خاصة، مما يشكل مؤشرا على نجاح مشروعه الهجروي ومظهرا يعكس ''الوجاهة الاجتماعية''، ويؤثر على باقي أفراد أسرته وأبناء جيرانه وشباب المنطقة، وهو ما أسماه أحد الباحثين ب"استعراض العضلات". وسرعان ما يسترجع أبناء الدوار في الأذهان ماضي هذا المهاجر لمقارنته بالحاضر، مما يدفع بهم إلى التفكير بجدية في إمكانات التحرر من "قطران الوطن''، ومن ثم تصير الهجرة وسيلة للحراك الاجتماعي وللقطيعة مع الماضي. هذه السلوكات تمارس تأثيرها على الفئات المرشحة للهجرة حيث "تؤجج في أعماق الذين انسدت في وجههم الآفاق سؤال الهجرة نحو الضفة الأخرى (... ) فعسل الفردوس المفقود يصير مشاهدا من قبل الجميع، بل إنه يصير محرضا ومحفزا". خاتمة هكذا يتضح لنا أن بني عمير، على الرغم من تجربتها السقوية المهمة، قد أصبحت منطقة لانطلاق عدد من المهاجرين في اتجاه كل من إيطاليا وإسبانيا، مما جعل منها حوضا هجرويا مهما على الصعيد الوطني بدءا من الثمانينيات. هذا الاندماج في مسلسل الهجرة الدولية مرده إلى الظروف التي عرفتها المنطقة خلال هذه الفترة، والتي تمثلت في تأزم القطاع الفلاحي بسبب النتائج السلبية لبرنامج التقويم الهيكلي على القطاع الفلاحي، وما عرفه المغرب آنذاك من فترات جفاف متعاقبة. فالهجرة عرفت انتشارها الواسع بالمنطقة بفضل تواجد شبكة هجروية مهمة ببلدان الاستقبال نجح في إنشائها المهاجرون الأوائل، حيث لعبت العلاقات الاجتماعية والروابط العائلية والأسرية دورا مهما في انتشار الفعل لهجروي. كما كان لمنطقة بني مسكين دور أساسي في هجرة العديد من الأفراد من بني عمير بحكم علاقة الجوار الجغرافي التي جمعتهم.