ما تزال مدينة برشيد تعيش وضعا مزريا، البداوة سمته الواضحة، على الرغم من كونها واحدا من أكبر المراكز الحضرية التابعة لجهة الدارالبيضاءسطات، وتتوفر على مؤهلات صناعية قد تحولها إلى مدينة صناعية بامتياز. جولة داخل عاصمة "حريز" تكشف بالملموس كيف صارت هذه المدينة شبه بدوية، حيث تنتشر البغال والحمير في معظم الأحياء، ناهيك عن النفايات وما تتسبب فيه من تكاثر للحشرات الضارة ونواقل الأمراض. وفي وقت تسجل فيه مدينة برشيد يوميا عددا من الإصابات بفيروس كورونا، فإن معاناة الساكنة مع هذا الفيروس تنضاف إلى معاناتها من انتشار المرابط الخاصة بالحمير والبغال التي يستعملها أصحاب العربات المجرورة، ما يخلف نقطا سوداء تتسبب في انتشار الروائح الكريهة والحشرات الضارة. وعبر عدد من المواطنين بالمدينة عن استيائهم وتذمرهم من انتشار هذه النقط السوداء بالقرب من التجمعات السكنية، دون تدخل للمصالح الجماعية والسلطات المحلية لوضع حد لها، وإنقاذهم من الأضرار الناجمة عنها. فعلى مستوى الفضاء القريب من حي الراحة وتجزئة بن مسعود وحي جبران وتعاونية 9 يوليوز الشطر الأول، التابعة للملحقة الإدارية الخامسة بمدينة برشيد، يتواجد مربط للحمير والبغال، يتسبب في أضرار كبير للمواطنين ويقض مضجعهم بالليل والنهار. وسجل مواطنون بالأحياء المذكورة تقاعس السلطات المحلية والمنتخبة في إنهاء هذا الوضع المزري، الذي يجعل السكان وأطفالهم عرضة للسعات الحشرات المضرة، والروائح الكريهة الناجمة عن فضلات الحمير والبغال. ولا يقتصر الأمر على ذلك فحسب، بل إن مناطق عديدة بالمدينة لا تسلم من رمي مخلفات أوراش البناء والأكياس البلاستيكية بشكل سري ليلا، وهو ما يجعل هذه الأماكن عبارة عن مطارح متفرقة تتسبب في تشويه جمالية الأحياء. خالد، من ساكنة حي الراحة بمدينة برشيد، قال في حديث لجريدة هسبريس الإلكترونية إن "هذه العربات المجرورة بالحمير والبغال حولت الأحياء الحضرية إلى مناطق قروية دون تحرك الجهات المختصة". وأضاف أن السكان "يعيشون في مدينة حضرية، لكن محيطها قروي، حيث الحمير والبغال وأكوام الأتربة المنتشرة بكل مكان، بما فيها جنبات مسجد أم العيد". واستغرب العديد من المواطنين في مدينة برشيد عدم تحرك السلطات المحلية لوضع حد لانتشار هذه الحمير والبغال والعربات المجرورة، وما تخلفه من أوساخ وأتربة في كل مكان، داعين المجلس الجماعي إلى التدخل العاجل لإنهاء معاناتهم. وطالب المواطنون السلطات العاملية ببرشيد، في شخص العامل نور الدين اوعبو، بالقيام بزيارة تفقدية إلى هذه الأحياء الحضرية/القروية، التي تئن تحت هذه الظواهر وتقض مضجع السكان في وقت يعيشون فيه معاناة بسبب ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا.