عرف إقليم الحُسيمة خروج الآلاف إلى شوارع المركز والضواحي من أجل استحضار الذكرى الأولى ل "شهداء الحراك الخمسة" الذين سبق وأن فارقوا الحياة ضمن أوّل خروج لحركة 20 فبراير.. ويتعلق الأمر بالشباب جمال بنقدّور وعماد ولقاضي ونبيل جعفر وسمير البوعزّاوي وجمال السالمي الذين أعلنوا يوم 21 فبراير من العام الماضي "متوفّين ضمن حريق نشب بوكالة بنكيّة". الآلاف ساروا بشوارع مدينة الحسيمة ضمن مسيرة أثثتها الشموع والنعوش والتزمت الصمت.. وهي مبادرة تخليد وقف وراءها التنسيق الفبرايري المحلّي ببرنامج ميداني امتدّ على 3 أيّام تضمّن أيضا مهرجان خطابة فُعّل بساحة الشهداء من المدينة ومشاركات لمبدعي الفنّ الملتزم الناشطين على مستوى الرّيف. ذات الموعد الذي شهدته الحسيمة امتدّ على طول شارع محمّد عبد الكريم الخطّابيّ وصولا إلى الوكالة البنكيّة التي كانت قد احترقت في 20 فبراير من العام الماضي قبل الإعلان على اكتشاف الجثث المتفحّمة وسطها.. وقد ألقيت قبالتها كلمة الفبرايريّين المصرّة على "تكذيب الرواية الرّسمية" والمنادية ب "وجوب الكشف عن الحقيقة كاملة ومحاسبة المتورّطين ضمنها".. كما عرضت صور صادمة التقطت للضحايا وسط البنك المحروق وعُلق عليها باعتبارها "دليلا على تعرّض المتوفّين للتعذيب المفرط". البلدات المتواجدة بضواحي الحُسيمة لم تدع بدورها الذكرى الأولى لانطلاق الحراك تمرّ دون استحضار ذكرى "الشهداء الخمسة".. فكانت أبرز التحرّكات ببلديّة بني بوعيّاش التي شهدت إضرابا عامّا طال المتاجر والمقاهي وامتدّ أيضا إلى المؤسّسات التعليمية التي لم يقصدها المتمدرسون، فيما سار الآلاف لكيلومترات، ذهابا وإيابا، نحو إيمزورن المجاورة. الشعارات المرفوعة أعلن من خلالها المتظاهرون التشبّث ب "استمرار الحراك إلى غاية رحيل المخزن"، زيادة على مطالب أبرزها "التشبّث بمعرفة ومحاسبة من قتل الشهداء".. فيما ووكبت ذات التعبيرات بفقرات للغناء الريفي الملتزم ورفع أعلام "جمهورية إتحاد قبائل الرّيف". النّاشط الحقوقي والفبرايريّ فيصل أوسّار صرّح لهسبريس بأنّ حلول ذكرى الحراك الفبرايري لهذه السنة قد جاءت "وسط ألم عام يذكيه غياب المعرفة بالحقيقة التي جعلت خمسة من الشباب يغادرون الحياة في ظروف باعثة الاستياء بمجريات الأحداث ومواكبتها غير المنصفة للأسر والمشاركين ضمن الحراك".. وزاد أوسّار: "نتشبّث بذكرى شهدائنا ونساند أسرهم في مطلب الكشف عن الحقيقة وعدم إفلات أي كان من العقاب، ونحن باقون وسط الشارع حتّى تحقّق مطالبنا كاملة".