خرجت حركة 20 فبراير بالحسيمة مساء أول أمس الأحد في مسيرة جابت أهم شوارع المدينة، بعد تنظيمها وقفة سمتها «وقفة توضيحية» بساحة محمد السادس. ومن هذه الساحة انطلقت المسيرة على شكل موكب للشموع شارك فيه المئات من المواطنين، ومر، كما كان مقررا، على منازل الضحايا الخمسة لأحداث 20 فبراير بالحسيمة، قبل أن تعمد عائلاتهم على تقدم المسيرة، التي استقر بها المطاف أمام مقر الأمن الإقليمي حيث وضع المتظاهرون الشموع على الرصيف وتركوها مشتعلة أمام باب مقر الأمن الإقليمي بالحسيمة. كما أن المسيرة تخللتها وقفات، أهمها وقفة أمام وكالة البنك الشعبي حيث عثر على جثث الشباب الخمسة محترقة، وعلى أرواحهم قرأت مئات الحناجر بصوت واحد سورة الفاتحة ترحما على الذين قضوا نحبهم في هذه الأحداث الأليمة وفي ظروف جد غامضة، والتي لازال الرأي العام المحلي ينتظر فتح تحقيق نزيه لمعرفة حقيقة وملابسات ما وقع. وفي تصريح لأحد أعضاء الحركة، أكد أن الحركة أرادت من خلال موكب الشموع الذي نظمته والمرور على منازل عائلات ضحايا أحداث 20 فبراير بالحسيمة توجيه رسالة إلى كل المعنيين بالأمر مفادها أن «الحركة لن تتخلى عن ملف الشهداء، وأنها في دعم مستمر لعائلاتهم. كما أنها رسالة تؤكد على أن العائلات كذلك لازالت تثق بالحركة وبالمجهودات التي نقوم بها لكشف الحقيقة ومحاسبة كل المتورطين فيما حدث، عبر مشاركتهم معنا واستمرارهم في الخروج إلى جانب مناضلي الحركة وشبابها الطامح إلى مغرب العدالة والكرامة والحرية». ومن جانبها، اعتبرت حنان بودريس، أرملة جمال السالمي، أحد الضحايا الخمسة، في كلمة لها أمام المتظاهرين بساحة محمد السادس وسط المدينة، أن عائلات الضحايا تشكر الحركة على مؤازرتها لها، ونفت بشكل قاطع كل ما يروج من إشاعات حول تلقي العائلات تعويضات مادية بعد زيارة اليزمي لها، وأضافت «أؤكد لكم جميعا بأننا لم نتلق أي تعويض مادي، ولا نريد إلا الحقيقة، كل الحقيقة، لكي نرتاح ولكي لا يذهب دم شهدائنا هدرا». أما بخصوص لقاء العائلات بإدريس اليزمي، رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، فقد أوضحت حنان في الكلمة ذاتها أن العائلات التقت فعلا باليزمي، وأنه طلب منها رفع دعوى قضائية عبر محامين «ووعدنا خيرا، وبأنه سيؤازرنا في مسار البحث عن الحقيقة، ونتمنى أن يفي بوعده».