بعد مسار جاوز السبعين سنة، صارت فيه الحاجة الحمداوية واحدة من الأسماء الأكثر بروزا في مجال فنّ "العيطة"، أعلنت الفنانة المغربية اعتزالها. وفي ندوة صحافية، أعلنت الحاجة الحمداوية اعتزالها، قائلة إنّ العياء بلغ منها مبلغه، مستثنية من ذلك تلبية دعوات العائلات، التي لا تحتاج جهدا كبيرا. كما أعلنت الحاجة الحمداوية منح حقوق تأدية جميع أغانيها للفنانة المغربية كزينة عويطة، ابنة العداء المغربي البارز سعيد عويطة، التي تربطها بعائلتها علاقة صداقة وثيقة. وعبّرت الفنانة المغربية الشابة عن صدمتها وفرحتها بهذا الخبر، متعهّدة بالحفاظ على أغاني الحمداوية كما هي، مع إضافة لمستها الخاصّة عليها. وبلغت الحاجة الحمداوية سنتها الرابعة والتسعين، بعد مسار من الصعوبات صارت فيه رائدة "العيطة المرساوية"، قبل أن تعلن، الجمعة، بأنّها ستبلّغ الملك محمّدا السادس اعتزالها. وعلى مدار السنوات، صار اسم الحمداوية مرتبطا ب"العيطة" و"الشعبي"، اللذين حافظت على الريادة فيهما على مدار الأجيال، بأغان مثل "هزو بينا العلام"، و"منين أنا ومنين انت". كما كانت الحاجة الحمداوية، في سنوات شبابها زمن الاستعمار، ضيفة على سجون الحماية، بسبب كلمات بعض أغانيها، التي تغازل مشاعر الوطنيين وتتبنّى أطروحاتهم، ولم تسلم من بطش وتنكيل المستعمر. ومن المرتقب توثيق انتقال حقوق الملكية الفكرية لجميع أعمال الحاجة الحمداوية إلى كزينة عويطة، باتخاذ الإجراءات والمساطر الإدارية الجاري بها العمل. وقد عرفت الندوة الصحافية إعلان إطلاق أغنية ثنائية تجمع رائدة "العيطة" الحاجة الحمداوية بالفنانة كزينة عويطة، قبل أن تفاجئ الحمداوية جمهورها بإعلانها الاعتزال النهائي، والانسحاب من المشهد الفني بالمغرب بعد أزيد من سبعين سنة من اللقاء بجمهور فنّ "العَيطة".