تخليدا لذكرى تأسيسِه التّسعين، يستمرّ أعرق النّوادي الثقافية المغربية "النادي الجرّاري" في نشر مجموعة من المؤلّفات التي تؤرّخ للمحاضرات التي استقبلها، وإنتاجات أعضائه، ومجموعة من الندوات التي نظّمها. وصدر مؤخّرا، في إطار هذه السلسلة، مجلّد يوثّق في جزئه الأوّل مجموعة من المحاضرات التي ألقيَت بالنّادي، بعنوان "مجالس النادي الجراري"، أعدّه وقدّمه مؤرّخ النادي الأكاديميّ محمد احميدة. وقال مصطفى الجوهري، محافظ النّادي الجراري، إنّ هذا المنشور الجديد الذي أعدّه الدكتور محمد احميدة يتضمّن "المحاضرات التي أُعِدَّت في عهد الدكتور عبّاس الجراري في المرحلة الثانية من النادي، ويتضمّن أسماء معاصرة، وستليه أجزاء أخرى". وأضاف الجوهري أن المنشور "تطوير لجلسات النّادي، فمِن قبل في عهد المؤسّس عبد الله الجراري، كانت المساجلات الشّعريّة حاضرة بقوة، وكانت الأحاديث الفقهية والدينية والأدبية واللغوية حاضرة بشكل شفويّ ارتجالي، نظرا لطبيعة مريدي النادي في ذلك الوقت". وتابع قائلا: "ثمّ مع امتداد النادي مع الأستاذ عباس الجراري، طعّمَه بباحثين شباب وأساتذة جامعيّين، وفضّل أيضا أن تُطوَّر جلساته عوض أن تبقى حرّة وتلقى فيها فقط بعض القصائد، بإلقاء عروض ومحاضرات من ذوي الاختصاص". وذكر الجوهري أنّ هذا ما يظهر في الجزء الثاني من الكتاب الذي ستصدر فيه نصوص محاضرات ألقيت بالنادي الجراري في مواضيع طبية، وهندسية، واقتصادية، وعُمرانية، وتاريخيّة، وأدبيّة، وما إلى ذلك. ووضّح محافظ النادي أنّه من المرتقب أن يصدر أيضا بمناسبة الذكرى التسعين لتأسيس "النادي الجراري" كتاب المجالس الأدبية، الذي ألّفه الدكتور عبد الله الجراري، مؤسّس النّادي، و"قُدِّم كرسالة جامعية بعدما حقّقته الأستاذة عائشة نواير من تطوان، رحمة الله عليها"، وزاد مبيّنا أنّ هذا الكتاب الذي يشرف على طبعه "هو أساس تدوين المجالس الأدبية". وسبق أن صدرت مجموعة من المنشورات في إطار السلسلة المُحتَفية بالذّكرى التّسعين للنّادي، منها رحلة الأستاذ عباس الجراري إلى تركيا، وكتاب من قضايا اللغة العربية، وكتاب حول الندوة التكريمية التي خصّصت للأكاديمي مصطفى الجوهري، ونسّق موادّها الأستاذ محمد احميدة. ومن المرتقب صدور مجموعة من الأعمال، وفق محافظ النادي، هي 16 كتابا، من بين مواضيعها على سبيل المثال لا الحصر، ندوة حول أدب الملحون، وكتاب شعراء المغرب الأقصى، في ثلاثة أجزاء، لكاتبه عبد الله الجراري، بعدما كان موضوع أطروحة جامعية للدكتور سعيد الفاضلي، وكتاب الرباط في كتابات أعمدة النادي الجراري، للسعيد بن فرحي. وقال الأكاديمي مصطفى الجوهري إنّ هذه الذكرى التسعين لتأسيس النادي الجرّاري "ستكون حافلة إن شاء الله، وسيكون الاحتفال فيها ثقافيّا عمَليّا، من خلال إنجاز كتب"، و"تمّ الالتفات فيها إلى جوانب تتعلّق بمؤسّس النادي سي عبد الله الجراري، وامتداده في عهد أستاذنا عباس الجراري".