سدودٌ أمنيّة "مكثّفة" كانت في انتظارِ عشرات السّياح المغاربة الذين توجّهوا إلى مدنِ الشّمال، خاصّة مارتيل والفنيدق، لقضاء ما تبقّى من عطلة الصّيف؛ إذ قامت نقاط التّفتيش المكوّنة من عناصر الأمن والدّرك الملكي بإعادة عشرات المصطفّين إلى من حيثُ قدموا، بعدما تبيّن عدم توفّرهم على رخص التّنقل. ووفقاً لشهادات اطلعت عليها جريدة هسبريس الالكترونية، لم يتمكّن عشرات المواطنين المغاربة من ولوجِ بعض المدن الشّمالية، بعدما كثّفت المصالح الأمنية مراقبتها لأيِّ وافدٍ على إقليمتطوان والمدنِ المجاورة، خاصة القادمين من المدنِ الموبوءة مثلَ فاس والدّار البيضاء. وعند مدخل مدينتي تطوانوالفنيدق، حيث تمّ نصبُ سدّ أمني ونقط للتّفتيش مكوّنة من عناصر الأمن والدّرك الملكي، يُطلبُ من الوافدين استعراض رخصة التّنقل مرفقة بالبطاقة الوطنيّة، وإذا لم يكن السّائق يتوفّر على هذه الوثيقة الضّرورية للسّفر، فإنّ مصيره يتحدّد بإرْجاعهِ إلى من حيثُ أتى. وحاولَ بعض المواطنين سلكَ طرق آمنة خالية من "باراجات" المراقبة، وذلك عبر الطّريق السّيار المؤدّية إلى ميناء طنجة، ثمّ التّوجه عبر الطّريق الدّائرية في اتّجاه الفنيدق، أو سلك طريق آخر عبر الطّريق السّيار في اتجاه سيدي اليمني، التي تؤدّي إلى مدينة تطوان مباشرة. ومكّن التّدخل الأمني، خاصة على مستوى مدينة تطوان، من ضبط عشرات المواطنين لا يتوفّرون على رخص التّنقل التي تبرّر "غايات السّفر"، غالبيتهم قدموا من مدن موبوءة كالدار البيضاءوفاسوالقنيطرة. كما تمّ تشكيلُ وحدات أمنية إضافية لمراقبة تحرّك المواطنين على مستوى إقليمتطوان. وتشدد السلطات المراقبة، حسب الشهادات ذاتها، على الخروج انطلاقا من مدينة القنيطرة وإن كانت الوجهة المقصودة ليست المدن المعنية بالقرارات الجديدة مثل العرائش؛ إذ تشك السلطات في المدينة المقصودة وتعتمد على الوثيقة والبطاقة الوطنية وترقيم السيارة أحيانا. وفي تحدٍّ لقرار السّلطات بمنعِ التّنقل من وإلى المدنِ "الموبوءةِ"، يصرُّ مواطنون مغاربة على تجاوُز الحواجز والسّدود الأمنية المكوّنة في الغالب من رجال الأمن والدّرك الملكي، وذلك بالاعتماد على خدمات المهرّبين أو السّير على الأقدام لتفادي "الحراسة" المشدّدة في "البراجات". ويعتمدُ هؤلاء المواطنون في تنقّلهم على عاملين في "النّقل السّري" لتهريبهم إلى وجهتهم الرّئيسة مقابل عائدات مالية مهمّة، كما هو الحال في مدن الشّمال التي تشهد تطويقاً أمنيا مشدّداً، لا سيما على مستوى محور طنجة-العرائش.