يحتفل المغرب، اليوم الإثنين، باليوم الوطني للمهاجر، الذي اختارت الوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج الاحتفاء به تحت شعار "من أجل تعزيز مساهمة المغاربة المقيمين بالخارج في أوراش التنمية الوطنية". وفي هذا الإطار قدم مجلس الجالية المغربية بالخارج مقترحات من أجل إنجاح مساهمة الكفاءات الوطنية بالخارج في الأوراش التنموية الوطنية. المقترحات التي قدمها عبد الله بوصوف، الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، ترتبط أساسا بثلاثة مداخل؛ ويهم المدخل الأول: التعامل مع مسألة إشراك الكفاءات المهاجرة في التنمية الوطنية بمبدأ رابح- رابح. ويقول بوصوف إنه "بالنسبة لهاته الكفاءات فإن قرار العودة إلى المغرب من أجل الاستثمار أو نقل الخبرات مرتبط بضمانات مؤسساتية واضحة وتقليص للمخاطر بالنسبة إليها وإلى أسرها، مع كل ما يتطلبه ذلك من تدابير على مستوى التشريعات ووضع سياسات عمومية شاملة موجهة إلى هاته الفئات، خصوصا في مجالات التعليم، والسكن، والتغطية الاجتماعية والصحية، والوضع المهني، والاعتراف بالشهادات والخبرة المحصلة". المدخل الثاني الذي يتحدث عنه الأمين العام لمجلس الجالية يرتبط ب"انفتاح أكثر للبحث العلمي في المغرب على المعارف العلمية والتكنولوجيات المتطورة في العالم، وتوسيع القدرة على استيعاب التكنولوجيات المستوردة بناء على نموذج مغربي-مغربي مبني على الاحتياجات الوطنية، والاستثمار في تطوير الخصوصيات الوطنية لتصبح موارد وفرصا للتنافس على الصعيد الدولي". ويقول بوصوف إنه "بناء على ما سبق، وبعد توفير الإطار القانوني والاقتصادي والاجتماعي لاستقطاب الكفاءات ووضع سياسات عمومية موجهة إليها من أجل تقوية مساهمتها في الأوراش الوطنية، تأتي مسألة العقلنة والحكامة الجيدة وتنسيق المجهودات وتسهيل التواصل وتبسيط المساطر". ويتابع المسؤول ذاته: "وهنا تكمن أهمية خلق وكالة وطنية لتعبئة وحركية الكفاءات كإطار بيمؤسساتي، تجريبي في مرحلته الأولى، يجمع الفاعلين العموميين والخواص، مهمته السهر على تتبع المشاريع وملاءمة وتقييم السياسة الوطنية الموحدة حول الكفاءات المغربية بالخارج، وتنسيق ولوج الكفاءات المنحدرة من الهجرة حسب تخصصها إلى الفرص التي تتيحها الأوراش الوطنية". وحسب الوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج يمثل هؤلاء، الذين يقدر عددهم بنحو 5 ملايين شخص، وغالبتهم يعيشون بأوروبا بنسبة 85 في المائة، رافعة أساسية للمساهمة في تحديات التنمية الاجتماعية والاقتصادية في المغرب. ويعتبر التحدي المتعلق بتعبئة كفاءات مغاربة العالم من أهم الرهانات، خصوصا أن المغرب يحتاج إلى تعبئة جميع الكفاءات والمؤهلات اللازمة للإشراف على إنجاز الأوراش العملية الهادفة إلى خلق فرص العمل والثروة والرفاهية.