تعود الحياة رويدا رويدا إلى الفنون بالفضاء العامّ المغربيّ، بعدما اقتصرت على الفضاء الرّقميّ لشهور بسبب جائحة "كورونا"؛ فبعد فتح بعض المتاحف أبوابها، واستعداد دور السينما لاستقبال المشاهدين، يجاور عمل فنيّ آخر الأعمال المعروضة خارج متحف الفنّ الحديث والمعاصر بالعاصمة. ويتعلّق الأمر بعمل إبداعيّ منحوت للفنّان المغربيّ البارز الفقيد فريد بلكاهية، يجاور متحف محمد السادس للفنّ الحديث والمعاصر بالرباط. وسبق أن عُرِضت أعمال فنية بساحة متحف محمد السّادس، لكل من الكولومبي فرناندو بوتيرو، والسينغالي الرّاحل عثمان سو، والمغربيّة إكرام القباج، فضلا عن مجموعة من الجداريات التي رُسِمت على جدران المتحف. ويقول عبد العزيز الإدريسي، مدير متحف محمد السّادس للفنّ الحديث والمعاصر، إنّ في إضافة منحوتة فريد بلكاهية إلى المنحوتات المعروضة أمام المتحف "تكريسا لدعم الإبداع المغربيّ". ويرى مدير متحف محمد السادس للفنّ الحديث والمعاصر بالرباط في عرض عمل أحد روّاد الحداثة في التشكيل المغربي "إضافة نوعية في المجال الفني عموما"، ويزيد موضّحا أنّ في إخراج هذه المنحوتات خارج الفضاء المتحفي "امتدادا له"؛ لأنّ "وجودها على واجهة المتحف يمكّن من إبراز الصورة الحقيقية للمعروضات التي يتوفّر عليها، وإعطاء نظرة عن برمجته الثقافية، التي تشتغل على محاور ثلاثة، هي: الفنّ التّشكيلي العالَمي، والإفريقي، والوطنيّ". ويذكر الإدريسي أنّ عمل فريد بلكاهية قد صار في ملكيّة المؤسسة الوطنية للمتاحف ومتحف محمد السادس للفنّ الحديث والمعاصر بالرباط، مثل باقي المعروضات خارج المتحف، باستثناء منحوتة "حصان" بوتيرو الموضوعة بشكل مؤقّت. ويسترسل مدير متحف محمد السادس للفنّ الحديث والمعاصر قائلا: "خروج المنحوتات إلى الخارج دعوة إلى دخول المتلقّي إلى الدّاخل ليطّلع على محتويات المتحف، في علاقة تكاد تكون جدلية بين الداخل والخارج، لأنّ المتحف موجود داخل المؤسسة، وخارجها أيضا". ويشار إلى أنّ المؤسسة الوطنية للمتاحف سبق أن قالت إنّ وضع هذه المنحوتات في واجهة متحف الفنّ الحديث والمعاصر بالرباط "ترجمة لإرادة الملك محمد السادس في جعل الفنّ متاحا أكثر"؛ وهو ما يتمّ بناء على اقتناع بكون "الفن الحرّ والمتاح" في الأماكن العموميّة "يغيِّر الفضاء العمومي، ويسهِم في تجميله"، و"ينير اليوميَّ، ويخلُقُ إحساسا بالانتماء، ويصبح قوّة لتغيير المشهَد الحضَري".