أدى الإجراء الأخير لوزارة الصحة، القاضي بمنع العاملين في قطاع الصحة من العطلة واستدعاء المستفيدين منها للالتحاق بمقرات عملهم في ظرف 48 ساعة، إلى تكهن البعض بأن الأمر يرتبط بإجراء يستبق إعلان عودة تطبيق حجر صحي كامل. هذه التكهنات استبعدها جمال الدين البوزيدي، طبيب اختصاصي في الأمراض الصدرية والحساسية والمناعة، ورئيس العصبة المغربية لمحاربة السل والأمراض التنفسية، قائلا إن "العودة لتطبيق حجر صحي كامل أمر مستبعد ولا يمكن توقعه في الوقت الحالي". وتابع البوزيدي، ضمن تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، بالقول إن "ما يمكن توقعه هو ارتفاع عدد المصابين، وهو أمر مرتقب لأن المواطنين لم يحترموا الإجراءات الاحترازية ضد الوباء". ويرى البوزيدي أن المملكة استفادت من التجربة الدولية وليست هناك أي عودة إلى "الحجر الكامل"، مفيدا بأن "ما يمكن القيام به الآن هو أن يكون هناك حجر حسب المناطق، وفقط في الأماكن الموبوءة". وتابع المتحدث ذاته: "الدولة قامت باللازم إلا أنه تم استغلال الأمر بشكل سيء، وتم الخلط ما بين رفع الحجر الصحي وانتهاء المرض". كما تحدث البوزيدي عن ضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية، قائلا: "هي مسائل بسيطة وسهلة، لكن هناك تراخيا..على المواطنين أن يدركوا الخطر". ويوضح المتحدث أن مخاطر العدوى مرتبطة بأربعة عناصر هي المسافة والمدة وحمل الكمامة وهل مكان التواجد مغلق أو مفتوح، مشيرا إلى أن نسبة الإصابة في مكان مفتوح تصل إلى 12 بالمائة وترتفع في مكان مغلق إلى 75 بالمائة. وتحدث البوزيدي أيضا عن أهمية ارتداء الكمامات، مشيرا إلى أنه يساهم بالحماية بنسبة 95 بالمائة إذا كان من قبل كل الأشخاص؛ أما ارتداؤها من قبل شخص واحد فيساهم فقط بنسبة أربعة في المائة. ويأتي هذا في وقت قامت وزارة الصحة بإصدار دورية تم فيها إعلان إلغاء العطل الصيفية للأطر الطبية والتمريضية وكل العاملين بالمؤسسات التابعة لوزارة الصحة، العاملين بجميع جهات المملكة، وذلك بسبب ارتفاع عدد الإصابات بوباء كورونا. وحسب المصدر نفسه سيتم استدعاء من هم في عطلة في الوقت الحالي للالتحاق بمراكز عملهم؛ ويأتي هذا في وقت بدأ عدد حالات الإصابة بكورونا يعرف تزايدا مضطردا، خاصة خلال عطلة عيد الأضحى.