خلافا للشائعات التي تنتشر بين الفينة والأخرى بشأن وجود "أزمة صامتة" بينهما، أكدت المملكة المغربية والمملكة العربية السعودية، اليوم الأربعاء، على العلاقات الثنائية الاستثنائية التي تجمعها والتطابق في وجهات النظر حيال مختلف القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك. وتباحث ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، اليوم الأربعاء بالرباط، مع الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، وزير خارجية المملكة العربية السعودية. ووصف بوريطة العلاقات مع السعودية ب"الممتازة والاستثنائية" في كل الميادين، مشيرا إلى أن الرباطوالرياض تجمعهما أكثر من 80 اتفاقية وأزيد من 12 آلية قطاعية متعددة في أفق عقد اللجنة المشتركة بين البلدين لتعزيز هذه العلاقات الثنائية. وأضاف وزير الخارجية أن المباحثات مع نظيره السعودي همت الأوضاع الإقليمية والدولية، سواء في الشرق الأوسط أو في شمال إفريقيا، مردفا أن المغرب لديه "تطابق تام وتقاسم للرؤى نفسها مع المملكة العربية السعودية حول كل القضايا ومسبباتها وحلولها". وأورد بوريطة، في تصريح صحافي مشترك عقب المباحثات مع نظيره السعودي، أن هذا التطابق يأتي في إطار التنسيق والتوجيهات الدائمة من قيادة البلدين. وتابع بوريطة قائلاً: "المغرب يجدد بشكل واضح دعمه وتأييده لكل قرارات ومواقف التي تتخذها المملكة العربية السعودية للحفاظ على أمنها وسيادتها وطمأنينة مواطنيها"، مؤكدا أن "أمن السعودية وسلامة أراضيها خط أحمر". وتحدث وزير الخارجية المغربي عن وجود التطابق نفسه في الرؤى والمواقف تجاه جميع القضايا، ومن ضمن ذلك الترشيحات التي تقدمها المملكة العربية السعودية في المحافل والمنظمات الدولية، معتبراً أن "مرشحي السعودية يحظون بالكفاءة والمعرفة والإلمام بالقضايا الدولية ولذلك تبقى المملكة دائما بجانب الترشيحات السعودية". وشدد بوريطة على أن "المغرب يريد دائما الإصغاء إلى المواقف والتحاليل والتقييمات التي تقوم بها السعودية؛ لأنها نابعة من حرص الرياض على استقرار وأمن الدول العربية، سواء في الخليج أو في الشرق أو في الشمال". الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، وزير خارجية المملكة العربية السعودية، أكد أن اجتماعه مع نظيره المغربي كان فرصة للتباحث بشأن سبل تطوير العلاقات التاريخية بين المملكتين الشقيقتين. واعتبر المسؤول السعودي، في تصريح صحافي بالمناسبة، أن زيارته إلى المغرب تعكس التأكيد المشترك على الحرص على تطوير العلاقات الاستثنائية لما يخدم مصلحة البلدين في ظل توجيهات قيادتي المملكتين. وأكد وزير الخارجية السعودي أن الاجتماع مع بوريطة "عكس التوافق والانسجام في الرؤى بين البلدين، خصوصا في ظل التحديات المحدقة بالعالم العربي؛ وعلى رأسها آفة التدخلات الأجنبية والإرهاب وزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة"، وزاد أن المغرب والسعودية يعملان على إرساء دعائم السلم بالمنطقة.