لا حديث في صحافة نهاية الأسبوع سوى عن الذكرى الأولى لميلاد حركة 20 فبراير. احتفاء جماعي لكن كل بطريقته. وسوف نعود. ونبدأ أولا بالراهب الذي باع كنيسة بالدار البيضاء ولاذ بالفرار. الخبر نشرته يومية"الصباح" في صفحتها الأولى. فقد باع راهب كان يشرف على كنيسة بحي المستشفيات بالبيضاء الوعاء العقاري للكنيسة لامرأة مقاولة وفر إلى الخارج. الكنيسة بنيت في الخمسينات من القرن الماضي على مساحة شاسعة، وهي في ملكية الجمعية المسيحية الأرثوذوكسية التي يوجد مقرها في العاصمة السويسرية جنيف، والتي اكتشفت مؤخرا إلى الوعاء العقاري للكنيسة لم يعد في ملكيتها، فتقدمت بشكاية في الموضوع إلى الوكيل العام لدى استئنافية المدينة. يومية"الأحداث المغربية" فتحت صفحتها الأولى بخبر يقول"16 قياديا انفصاليا يتلقون التعليمات لإثارة الشغب في المغرب". الجريدة قالت إلى جبهة البوليساريو كعادتها كلما اقترب موعد المفاوضات مع المغرب حول الصحراء تبدأ مناورتها ضد الوحدة الترابية المغربية. هذه المرة أعطت الجبهة الضوء الأخضر ل16 من عناصرها العاملين فوق التراب الوطني لإثارة الشغب مقابل رواتب شهرية تصرفها لهم الجبهة. تعليمات الجبهة وردت في وثيقة حصلت عليها الجريدة مع بعض الأسماء، تطلب منهم مضاعفة العمل ضد السلطات المغربية "في شتى المجالات". من بين الأسماء أميناتو حيدر وسيد أحمد ددش وإبراهيم دحان. أما "المساء" فقد صدرت صفحتها الأولى بخبر يقول"مجهولون يهاجمون مسؤولة في مكتب المطارات بعد تعاونها مع الفرقة الوطنية في ملف بنعلو". وفي تفاصيل الخبر أن رئيسة قسم التحقيقات في المكتب الوطني للمطارات التي كانت صلة الوصل بين إدارة المكتب والغرفة الوطنية للشرطة القضائية خلال التحقيق في ملف عبد الحنين بنعلو الموجود رهن الاعتقال حاليا، تعرضت لهجوم جسدي غامض نفذه مجهولون صباح الخميس المنصرم بالمرآب العمومي لمطار محمد الخامس بالدار البيضاء. لحسن الحظ أن الضحية أفاقت من غيبوبتها وتمكنت من إنقاذ نفسها عبر الاتصال لطلب المساعدة. والتحقيق جار للبحث عن الجناة. ومن البيع والشراء والحوادث إلى المهرجانات. يومية"أخبار اليوم" كتبت في صفحتها الأولى أن حزب العدالة والتنمية الذي يقود الحكومة طلب من برلمانييه عدم إثارة موضوع المهرجانات التي تنظم في المغرب. الجريدة قالت إن برلمانيي الحزب في الماضي كانوا يثيرون الزوابع في جميع المهرجانات داخل البرلمان، كما انتقد الحزب منح أجر للمغنية الكولومبية شاكيرا يتجاوز مليار سنتيم. لكن الأمور تغيرت الآن. ونعود إلى 20 فبراير. يومية"الصباح" خصصت ملفا للذكرى الأولى تحت عنوان "20فبراير..الشعب يريد". وقد اعتبرت الجريدة أن الحركة وليدة مواقع للتواصل الاجتماعي، وأن الفيسبوك والتوتير ساهما في إشعاعها وفي تبليغ رسائلها، وأن رسالة الحركة وصلت إلى الدولة وكان الجواب هو دستور جديد وانتخابات مبكرة وحكومة ملتحية. كما كتبت أن الحركة قامت في نفس الوقت باستغلال ظاهرة البناء العشوائي والمطالب الشخصية للمواطنين في عدد من مدن المملكة، وتوقفت عند لحظات الانفلات الأمني التي حصلت بين أتباع الحركة والسلطات الأمنية، وسجلت أن جماعة العدل والإحسان فشلت في اختراق الحركة فغيرت تكتيك مواجهتها للنظام"بإشعال نار الاحتجاجات الجهوية والقطاعية في مختلف المدن". "المساء" بدورها خصصت ملفا للذكرى تحت عنوان"20 فبراير.. عام على الربيع المغربي"، أعادة فيه التذكير بسياق ميلاد الحركة والتطورات التي حصلت وأهم المراحل التي قطعتها 20 فبراير، وأجرت حوارا مع الباحث السوسيولوجي ادريس بنسعيد الذي قال إن الربيع المغربي سيتحول إلى صيف ساخن بسبب تنامي الاحتجاجات في المدن مثل تازة وبني ملال وسلا، وتزايد الإلحاح على مطالب آنية سواء من المعطلين أو المغاربة الذين يعانون من قهر فواتير الماء والكهرباء أو التعليم أو الطريق أو غيرها. كما توقف الملف عن خروج جماعة العدل والإحسان من الحركة واعتبرت أنه كان خروجا غامضا. يومية"أخبار اليوم" سارت في نفس الاتجاه وخصصت هي أيضا ملفا للمناسبة بعنوان"هكذا خرجت مملكة محمد السادس من عاصفة 20 فبراير". الملف اعتبر أن القصر عرف كيف يدبر المرحلة بذكاء، وقبل النظام بتفويض بعض صلاحياته إلى الجهاز التنفيذي، وإجراء أول انتخابات تشريعية في ظل دستور جديد. وقالت الجريدة في الملف إن هناك سيناريوهات متعددة للحركة في ذكراها الأولى، الأول أن تبقى كما هي اليوم إطارا غير بديل ومكونا لجميع أطيافها، والثاني أن تعوض جماعة العدل والإحسان هذا الإطار وتبني مشروعا مغايرا حسب تصريحات مسؤول في الجماعة، والثالث هو سيناريو الاستقلالية داخل الحركة عن جميع التيارات، والرابع والأخير هو سيناريو يتراوح بين التجديد بحيث تقوم بالضغط للحصول على إصلاحات أخرى والتمهيد لملكية برلمانية، وبين الأفول. أما"الأحداث المغربية" فقد خصصت ملفا من أربع صفحات، أجرت فيها جردا بأهم المحطات التي مرت منها الحركة، وأعادت نشر الأرضية التأسيسية لها التي تضمنت مجموعة من المطالب السياسية والاجتماعية، وتوقفت عند انسحاب جماعة العدل والإحسان منها وكبح شبابها عن الاستمرار في الانتماء لها، لكنها قالت إن السلفيين هم الذين عوضوا وجود الجماعة داخل الحركة، واعتبرت أن شعارات هذه الأخيرة خلال السنة الماضية كانت مرتبكة.