قال الناخب الوطني إيريك غيريتس إنه قدم إلى المغرب لأنه يحبه وينوي البقاء فيه، مؤكدا في حوار مع "أجوردوي لومروك" أنه لا ينوي بيع بيته في الهرهورة ، لأن أفراد عائلته يرتاحون في المغرب. وتمنى غيريتس في ذات الحوار أن يقبله المغاربة ك"نصف مغربي". في ما يلي نص الحوار الذي أجرته جريدة "أجوردوي لومروك" مع الناخب الوطني إيريك غيريتس. جريدة أوجوردوي لومروك: لماذا لم تقم باستدعاء اللاعبين المحليين علما أن بعضهم لعبوا كل المباريات الاقصائية لكأس أفريقيا للأمم على غرار رشيد السليماني؟ إريك غيريتس: ما فعلته كان لأنه علي أن أختار اللاعبين الذين كانوا الأقوى في نظري. لا أريد أن أذكر بعض الحالات الخاصة لكن اللاعبين الذين وقع عليهم الاختيار في ذلك الوقت كانوا الأنسب للعب مقابلات كأس أفريقيا للأمم. كان اختياري منطقيا آنذاك جريدة أوجوردوي لومروك: أسال اختيار ماربيا كثيرا من الحبر، ما جوابكم على ما كتب؟ إريك غيريتس: ومن كتب ذلك؟ أنا شخصيا أرى أن في اختيار ماربيا كثير من الاحترافية وهو بالأحرى اختيار منطقي. لم أكن أريد الذهاب إلى بلد تصل درجة حرارته 35 و واللاعبون متعبون قبل موعد اللقاء الإفريقي. لقد شاركت ثلات مرات في كأس العالم ومرة واحدة في كأس إوربا، ومن خلال تجربتي كلاعب تبين لي أن مربيا هي المكان الأنسب لهذه الظروف. يبقى الآن على الصحافيين الذي كتبوا أن الاختيار كان خاطئا أن يقدموا لي دليلهم. ليكفوا عن كتابة أي شيء، وليقدموا الدليل أن مكانا آخر كدبي كان سيكون أفضل. أنا أفضل الاستعداد في بلد تكون أجواءه لا تتجاوز 22 أو 23 درجة والدليل أنه في الغابون لم يكن الجو حارا جدا ولم يتعد 28 درجة. كل ما كتب كان فقط لتبرير العرض الباهت وحمل الإخفاق على مكان التربص. أود أن أقول أن ما قدمه الفريق الوطني هو الأفضل على مدى تأريخ الكرة المغربية. جريدة أوجوردوي لومروك: ما هي الدروس المستفادة بالنسبة لكم من هذه التجربة الإفريقية؟ إريك غيريتس: كنت أعلم جيدا أن أغلب لاعبي الفريق الوطني لا يعرفون إفريقيا، لكن كان عليهم أن يلعبوا فيها حتى يتسنى لكم اكتساب التجربة. وإلا فلن يمكنني أن أذهب إلى تظاهرة كبيرة مثل كأس إفريقيا بنفس اللاعبين. لقد تمكنت على سبيل المثال من خلط لاعبين شباب ولاعبين متوسطي التجربة مع الأكثر خبرة. والدرس المستفاد هو أن اللاعبين الذين كانت تنقصهم تجربة اللعب في الأجواء الإفريقية قد تعلموا الكثير من الامور خلال الكأس الافريقية الاخيرة. أعتقد أن المنتخب المغربي سيكون قويا في المستقبل لاننا بصدد بناء شيء ما. أعتقد انه بعد لقاء الجزائر خلال الاقصائيات قد أصيبت عقول المغاربة باختلال وصار الجميع يرون أحلاما خرافية. يجب على المرء أن يبقى دائما واقعيا. أنا أقول يجب أن نتحلى بالشجاعة والإرادة للبحث عن الكأس، لكني قلت قبل أربعة أشهر أنه يجب أولا التأهل وفقط بعده البحث عن اللقب القاري. لم يكن الأمر متاحا لنا هذه المرة لانه كانت هناك فرق أقوى منا. ثم إن النتيجة منطقية لأننا في طور بناء الفريق. وإذا حالفنا الحظ وتمكن اللاعبون الذين يشكلون العمود الفقري للفريق أن يكتسبوا تجربة جيدة ويستمروا في التطور في فرقهم لتحسين المواهب، فمن الأكيد أن المنتخب سيكون له شأن آخر. جريدة أوجوردوي لومروك: ومن هم اللاعبون المهمون؟ إريك غيريتس: هناك على سبيل المثال مروان الشماخ وحسين خرجة ويوسف حجي وهم لا يلعبون أو قلما يلعبون ضمن تشكيلات فرقهم. يجب علينا إيجاد حل. فإما لا نستدعيهم، وإما أن يلتحقوا بفرق تكون فيها حظوظهم للدخول في التشكيلة الرسمية أوفر، وبالتالي يراكمون مباريات أكبر ويكون أكثر تنافسية في اللقائات الدولية. جريدة أوجوردوي لومروك: انتقد المدربون الوطنيون كثيرا التكتيك الذي تعتمدونه في اللعب، كما انتقدوا تموضع اللاعبين خلال المبارتين الاوليتين في الغابون.... إريك غيريتس: إنهم مدربون فشلوا في مشوارهم ويريدون إنقاذ مسارهم في مثل هذه المناسبة. أتمنى لقاء أحدهم وجها لوجه ليقول لي ما هي الأخطاء التكتيكية التي ارتكبت. لقد كنت دائما أهيء الفرق التي أدرب لتقديم عروض رائعة في كل المباريات. الآن يجب تحليل المباريات التي خضناها لنرى الاسباب التي قادتنا الى الهزيمة .إن الاختصاصيين الذين انتقدوا التكتيك لهم رأي مغاير لرأيي، لكن من السهل جدا أن تقول أن خطة المدرب ليست فعالة. لكن نفس تلك الخطة هي التي أهلت الفريق للكأس القارية. لا يمكن بناء نظام لعب أحسن من الذي اعتمدته خصوصا مع الفريق الحالي، واعتقد ان خطة 4 - 2 -3 -1 هي أفضل تكتيك لعب للمنتخب المغربي. مع كل هذا، ما زلت واثقا بالفريق لان لي عناصر جيدة خصوصا في صف الهجوم. جريدة أوجوردوي لومروك: هناك بعض المدربين يستعدون لخلافتكم بعد الإخفاق الإفريقي إريك غيريتس: كما أن هناك آلاف المدربين الذين يريدون تدريب المنتخب المغربي، هناك الكثير من الفرق الكبرى التي تتمنى أن تستأثر بخدماتي كمدرب. وهؤلاء المدربون الذين يرغبون في خلافتي ليس في مشوارهم ما يقدمونه لكي ينتقدوا من كان دائما بطلا مع كل الفرق التي قام بتدريبها. جريدة أوجوردوي لومروك: هل يعود الإخفاق الأفريقي إلى إهدار طاقة اللاعبين؟ إريك غيريتس: ليست الطاقة ما فقدناه بل الثقة بالنفس. وكما قلت، كان ينقص بعض اللاعبين الاحتكاك بالأجواء الافريقية، وحتى بعض المتمرسين شكوا قليلا في قدراتهم وارتكبوا هفوات فردية. وهي امور تقع. لا يمكن استبدال جميع اللاعبين وبداية مشوار منتخب جديد. وأود أن أقول أن الفريق المغربي الذي يضم اللاعبين المحليين فقط لم يتأهل قط خلال العشر سنوات الأخيرة. جريدة أوجوردوي لومروك: هل يعني هذا انكم لن تتابعوا مباريات البطولة الوطنية؟ إريك غيريتس: بالعكس سأستمر في متابعة البطولة المغربية. والحال أني كنت أتابعها باهتمام. غالبا ما أقوم بجولات في الملاعب لكي أتمكن من مراقبة الفرق المحلية، وأعتقد أنه من الممتع جدا التفرج على لاعبي البطولة تحت شمس دافئة بدل ركوب الطائرة نحو تركيا لمقابلة لاعب هناك جريدة أوجوردوي لومروك: كيف تقيمون مستوى المنتخب بعد كاس إفريقيا؟ إريك غيريتس: أعتقد أن على الفريق الوطني استعادة ثقة الجمهور المغربي. سنلعب قريبا مقابلة ودية، وسيكون لنا في يونيو لقاء مصيري وحاسم بالنسبة للمستقبل وللتمكن من التأهل إلى المونديال. أعتقد ان الصورة الحقيقية للمنتخب ليست هي تلك التي أظهرها خلال لقاء الجزائر ولا هي تلك التي بدت في مباريات الكاس الإفريقية. إن الحقيقة بين الصورتين. جريدة أوجوردوي لومروك: ألن تحتاجوا إلى مدرب مغربي مساعد؟ إريك غيريتس: لا! هناك أصلا فريد سلامات وهو مغربي ويخبرني جيدا عن حالة حراس المرمى. ولا أظن أني محتاج إلى مدرب مغربي مساعد. جريدة أوجوردوي لومروك: كيف ترون مستقبلكم مع الفريق الوطني المغربي ؟ إريك غيريتس: أنا مستمر في بناء الفريق وفي بناء الثقة، كما أني أمضي في التحاور مع المواهب الشابة أو اللاعبين الجدد الذين استدعوا للفريق.هناك مثلا منير حمداوي، وهو "يقتل" المباريات. له نقاط ضعفه لكن له نقاط القوة، فهو قناص الفرص في أي لحظة تتاح يسجل. ونفس الامر بالنسبة لمروان الشماخ الذي أثبت خلال المباريات الصعبة أنه يمكنه التهديف واتمنى أن يجد فرصة في الارسنال لتسريع أداءه والتمكن من التهديف مثل عهده السابق. جريدة أوجوردوي لومروك: هل هناك مباريات ودية ما عدا المباراة المتوقعة مع بوركينا فاصو؟ إريك غيريتس: كنت أتمنى أجراء مباريات ودية لكن مواعيد الفيفا مزدحمة، وحتى لو تمكنا من موعد فنجد لاعبينا ملتزمين مع فرقهم في أوربا. جريدة أوجوردوي لومروك: هل رصدتم لاعبين جدد؟ إريك غيريتس: ما زلت أبحث عن مواهب جديدة لتعزير صفوف المنتخب، لكني مقتنع أننا في اللحظة الحالية نتوفر على أحسن العناصر وأفضلها. فأنا ما زلت أقول: ليس لأننا أخلفنا الموعد الإفريقي سنرمي اللاعبين في القمامة واستئناف الطريق بلاعبين جدد. كما اتابع عن قرب الفريق الاولمبي وأنتظر أن أجد يوما لاعبا يصل إلى الفريق الأول، على غرار برادة الذي استدعيناه للمرة الاولى. جريدة أوجوردوي لومروك: كيف تستعدون لمونديال 2014؟ إريك غيريتس: أعتقد أن الجميع واع بالمهام التي تنتظرنا إذ سنلعب مباراة ضد فريق فعال هو فريق الكوت ديفوار. لكن لو استمرينا في وتيرة التطور التي نحن عليها لن يكون هناك لأي فريق تفوق علينا. لكن ليس لأننا مرشحين حتما سنفوز. والدليل هو زامبيا التي فازت باللقب الإفريقي على حساب الايفواريين. لكن حين يكون عندك فريق منسجم يقوم فيه كل عنصر بدورة فتجاوز العقبة يصير متاحا. جريدة أوجوردوي لومروك: يدعو بعض السياسيين وكذا الصحف إلى الإفصاح عن قيمة أجركم. ما هو جوابكم؟ إريك غيريتس: أجري؟ هذا أمر لا يعني أي أحد. أود أن أقول لكم إنه لو كانت مسألة مال فقط لما وجدتموني في المغرب. كنتم ستجدوني حيث يمكنني أن أتقاضى ضعف أجري الحالي. أنا أحب العقلية المغربية التي تعشق المنتخب وأود أن أقول للناس الذين ينتظرون منذ سنوات أن يعود فريقهم إلى الأدوار الرائدة على الساحة الدولية. أقول لهم يمكنني الالتحاق منذ الغد بفريق أجنبي بأجر خيالي. لكني اقتنيت بيتا في منطقة الهرهورة وسأفتح مشروعا في المغرب سيخلق فرصا للعمل للمغاربة. أما أجري فأعتقد أنه أمر شخصي. جريدة أوجوردوي لومروك: هل تعدون المغاربة بكأس إفريقيا 2013؟ إريك غيريتس: لست ساحرا. كل شيء ممكن. جريدة أوجوردوي لومروك: رسالتكم الأخيرة للجمهور المغربي إريك غيريتس: عليه الاستمرار في دعم فريقه الوطني. والمغرب يشبه في نظري الرياض، ومرسيليا واستنبول، ولهذا جئت إليه. لقد قدمت إلى المغرب لأني أحب هذا البلد وأنوي البقاء فيه حتى آخر عمري، والدليل أني لا أفكر ببيع بيتي في الهرهورة. حتى أفراد عائلتي يرتاحون في المغرب وأرجو أن يقبلني المغاربة ك"نصف مغربي".