منذ طفولتي وأنا أنتعلُ الأحذيةَ بالمقلوب أضعُ يُمنايَ في الفردة اليسرى والقدمَ اليُسرى داخل الفردةِ النّقيض وأخطو هكذا بحرّية ومرح في جميع الاتجاهات دون أن أنتبهَ للعواقب أشعُرَ بالخزي أو أراهُ خطيئةً من أعمال الشيطان. لم أفعل ذلك فقط لحرقةِ التبول في الليل - كما قد يعتقد بعض السكارى والوزراء - بل قمت به طول الوقت بهمّة ونشاط بخفّة لصّ ورشاقةِ عاشق حيث عدتُ مرارًا بفريقي من بعيد وسجلت أكثرَ من هدف في شباك الخصوم لتعلو الهتافات في جنبات العشب بحياة الحذاء المقلوب حتى أني غازلتُ أولَّ فتاةٍ أحببتها بمفرداتٍ في غيرِ مكانها المُعتاد It's funny قالت مع ضحكةٍ لا يموتُ رنينُها تذوقتُ طعمَ السّياط مبكّرًا لكن بلا طائل ثم أخذني الأهل للأطباء وبائعي الأعشاب وزرت معهم الأضرحة والمساجد حتى أصابهم اليأس وتيقّنوا أنّها لعنةٌ عليّ أن أكبُرَ معها كنت منذورًا للتعايش على مضض مع شزرات الناس وقهقهاتهم وحشرِ أنوفهم في جواربي وهذا كان مرهقًا ويؤلمني لكن فجأة تغير كل شيء وتوقف إحساسي بالذنب ولم أعد أشعر بالخجل أو بالعار لأني أجعل اليسارَ مكانَ اليمين بل على العكس صرتُ فخورًا وأدركتُ أنّي كنتُ معجزة وفلتةَ زمانه وسابقًا لعصري وذلك كلُّهُ بفضلِ السياسيين من هذا المنبر شكرًا لهم . *شاعر من المغرب.