عرف عدد الإصابات بكورونا بالمغرب، خلال الآونة الأخيرة، ارتفاعا متزايدا؛ وهو ما من شأنه أن يخلف تداعيات متزايدة. وفي هذا الإطار، يقول جمال الإدريسي البوزيدي، طبيب اختصاصي في الأمراض الصدرية والحساسية والمناعة ورئيس العصبة المغربية لمحاربة السل والأمراض التنفسية، إن الجائحة سيكون لها تأثير كبير في مختلف المجالات. ويوضح الإدريسي البوزيدي أن تسجيل عدد متزايد من الإصابات ستكون له آثار سلبية جدا على المدى القريب والمدى المتوسط والمدى البعيد. ويشير الطبيب المختص ذاته إلى أنه على المدى القريب سيسجل اكتظاظ في المستشفيات والمصالح الطبية والاستشفائية، وخاصة في مصالح الإنعاش والعناية المركزة. وينبه رئيس العصبة المغربية لمحاربة السل والأمراض التنفسية إلى أن قوة الفيروس تكمن في انتشاره السريع، "وهذا الانتشار ستكون له عواقب على جميع الفئات العمرية". ويتحدث الإدريسي البوزيدي أن ثمانين في المائة من الحالات تكون حالات خفيفة وعشرين في المائة إلى خمسة عشر في المائة هي حالات متقدمة وعسيرة تتطلب العلاج في مصالح الإنعاش، وتختلف نسبة الوفيات بينها، إذ قد تصل إلى أربعة عشر في المائة ضمن الفئات العمرية المتقدمة جدا والتي لها أمراض مزمنة. ويبرز الطبيب الاختصاصي في الأمراض الصدرية والحساسية والمناعة أن الشباب معني أيضا بالإصابة وتسجل وفيات في صفوفهم، مستدلا بمثال طوكيو التي أعلنت الحجر نظرا لارتفاع نسبة الوفيات في صفوف الشباب، قائلا إنه "لا يجب التساهل مع المرض والنتائج الإيجابية التي استطاعت المملكة تحقيقها". وينبه البوزيدي إلى أن الكوادر الطبية هي عناصر بشرية والبشر تبقى إمكاناتهم محدودة "يمكن ان يتحملون ليوم أو عشرة أيام أو حتى ثلاثة اشهر"، ناهيك عن كون عددهم محدود و"القدرات هي محدودة سواء في القطاع العام والخاص". ويشدد المتحدث ذاته على أن المرض بعد حوالي ستة أشهر من ظهوره ليس له دواء فعال، ويبقى الوسيلة الوحيدة لمحاربته هو الوقاية. وعلى الرغم من أن الحكومة المغربية تنادي بضرورة احترام التدابير الاحترازية ضد فيروس كورونا وبالأساس الحفاظ على ارتداء الكمامة وشروط التباعد، فإن أماكن عديدة باتت تعرف ازدحاما كبيرا. وسبق أن ذكرت وزارة الصحة أنها سجلت، خلال المرحلة الثانية من الرفع التدريجي لإجراءات الحجر الصحي، تزايدا في حالات الوفيات والحالات الحرجة المرتبطة بمرض "كوفيد-19"؛ وذلك بسبب عدم الالتزام بالتدابير الوقائية التي توصي بها السلطات، من ارتداء إجباري للقناع واحترام التباعد الجسدي والحرص على نظافة اليدين وكذا تحميل تطبيق "وقايتنا". وتشدد الوزارة الوصية على القطاع الصحي في المملكة على ضرورة التقيد والالتزام الصارمين بهذه التدابير، لتفادي خطر انتقال العدوى.