يسود غضب شديد في صفوف الكتبيين بالمملكة بعد إقدام وزارة الصناعة والتجارة على تفويت صفقة "مليون محفظة" لشركة وحيدة، ما يعمق معاناة آلاف المهنيين الذين ينتجون المحافظ بشكل سنوي ويوزعونها مع بداية كل موسم دراسي. ووجهت الجمعية المغربية للناشرين والجمعية المهنية للكتبيين بالمغرب، وجمعية الكتبيين المستقلين بالمغرب، رسالة إلى الديوان الملكي، تلتمس التدخل لإنصاف المهنيين، بعدما آلت هذه الصفقة لشركة وحيدة في عملية وصفوها ب"المشبوهة والغامضة وغير الاجتماعية". ونددت الهيئات المذكورة، في بيان لها توصلت به جريدة هسبريس الإلكترونية، بإقصاء المهنيين من المبادرة الملكية "مليون محفظة"، واصفة الصفقة بكونها "غامضة وغير عادلة وتحكمت فيها المصالح الشخصية والولاءات، من خلال انحراف المبادرة الملكية عن مسارها الصحيح". وشجب المهنيون، وفق المصدر نفسه، حرمان "فئة عريضة من الكتبيين من توزيع محافظ المبادرة الملكية، كما نصت عليه المذكرة الوزارية المؤطرة للمبادرة الملكية السامية". وطالب المهنيون الجهات المسؤولة ب"التدخل العاجل والآني لوقف هذه الصفقة المشبوهة، وفتح تحقيق نزيه حول قانونية ومرامي هذه الصفقة اللاوطنية واللاتنموية، التي تروم إفراغ عشرة مليارات سنتيم في جيوب أشخاص معدودين على رؤوس الأصابع عوض فتحها في وجه كل المتدخلين في قطاع التجارة والإنتاج والتوزيع على الصعيد الوطني؛ الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى إفلاس وإغلاق جل المكتبات والمقاولات التي تراهن على الدخول المدرسي لتضمن استمرارها على مدار السنة". وأكدت الجمعيات المذكورة على كون كتبيي القرب "طرفا أساسيا في إنجاح عملية الدخول المدرسي، وإقصاؤهم من المبادرة الملكية لمليون محفظة من شأنه أن يربكها ويعيق نجاحها، كما من شأنه أن يؤثر على الدخول المدرسي المقبل، خاصة في ظل هذه الظروف الاستثنائية". ولفت في هذا الصدد محمد سالم القاسمي، نائب الكاتب العام للجمعية المهنية للكتبيين بالمغرب، الانتباه إلى كون المهنيين يحتجون على "الطريقة المشبوهة التي تمت بها الصفقة، ويطالبون برد الاعتبار للكتبي الصغير والصناع من خلال مبادرة مليون محفظة". وشدد القاسمي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، على كون وزير الصناعة يتحدث عن تشجيع المنتوج المحلي، "لكنه حق أريد به باطل، فلَم تتم مراعاة ظروف الصانع الفقير الذي سيزداد فقرا، خصوصا أن الصناع اشتغلوا طوال الأشهر الماضية على هذا الأمر واليوم يفاجؤون بهذا القرار". ويرفض المهنيون هذه الصفقة التي آلت لشركة "محظوظة"، داعين إلى "إيقاف وفضح هذه الممارسات اللاوطنية التي تكرس سياسة الفوارق الطبقية الرامية إلى إغناء الغني وتأزيم وضعية الفئات الهشة من كتبيين ومنتجين". هذا ودعت الهيئات المذكورة جميع الكتبيين والمهنيين والمتدخلين في القطاع إلى "الالتفاف من أجل إنجاح المبادرة الملكية السامية ودعم ومساندة نضالات الكتبيين من أجل الدفاع عن حقهم الثابت والمشروع في توزيع أطقم المبادرة الملكية مليون محفظة".