بعد قرار التخفيف من حالة الطوارئ الصحية، أضحى سؤال الإقلاع الاقتصادي يطرح نفسه بقوة، خاصة على مستوى الوجهات السياحية الجبلية، التي تشكل رافعة للسياحة الداخلية، وبديلا عن السياحة الدولية، التي عرفت توقفا بفعل إغلاق الحدود وتوقف الرحلات الجوية. فكيف تستعد المطاعم المنتشرة على ضفاف وادي "ستي فاظمة" لاستقبال زوارها؟ وما هي أهم التحضيرات لإعادة إطلاق نشاط السياحة الجبلية؟ وهل ستستعيد السياحة البيئية والجبلية بإقليم الحوز مكانتها؟ عبد العزيز الفارحي، مسير مطعم بالمنتجع السياحي "ستي فاظمة"، أوضح أن "المطاعم والمقاهي والوحدات الفندقية شرعت في فتح أبوابها بعد إغلاق دام 4 أشهر خلف خسائر كبيرة"، ثم أضاف: "جميع شروط التدابير الاحترازية اتخذناها لتوفير الراحة والأمن لزبنائنا". وتابع، في تصريح لهسبريس، قائلا: "الطاولات موزعة داخل المقاهي والمطاعم التي توفر مناصب شغل لأبناء الدواوير، وبالفضاء الطبيعي التابع لها، بشكل يحترم التباعد الاجتماعي، وتتم عملية تعقيمها وتنظيفها مباشرة بعد الانتهاء من استعمالها". حليمة موري، مراكشية من مغاربة العالم بإيطاليا، التي كانت تستعد لتناول وجبة الغذاء رفقة عائلتها، أكدت لهسبريس أن "المنطقة تشكل بعد شهور حالة الطوارئ الصحية، عيادة نفسية لمواجهة الخوف الذي عاشه الناس ولا زالوا جراء الوباء". وتابعت موري قائلة: "على العائلات والأسر أن تقصد هذه المنطقة للاستمتاع بهوائها وأشجارها، وخرير مياه وديانها، فكل المطاعم والمقاهي وفرت شروط الوقاية، من مواد التعقيم والتنظيف". "المقاهي بالمنتج السياحي "ستي فاظمة" تنتشر في الهواء الطلق بين جبال شامخة، وبضفاف الوادي الذي تغني مياهه سمفونية بديعة، تضفي على المكان جمالا خلابا"، يورد محمد كوكاس، المنعش السياحي وابن المنطقة، الذي قال إن "المنتجع بمثابة بحر لأهل مراكش للاستجمام". وزاد أن "سكان "ستي فاظمة" يبذلون مجهودا كبيرا لتنزيل تعليمات السلطات المحلية والصحية لمواجهة انتشار الوباء، بأبواب الفنادق والمطاعم والمقاهي وداخلها". وفي تصريحه لهسبريس، أشار كوكاس إلى أن "المهنيين قادرون على النهوض بقطاع السياحة، لتمكين الأسر المغربية من قضاء لحظة متعة تريحهم من القلق، الذي سبّبه الوباء وصاحبهم خلال الأشهر الماضية، إذ وضعنا أسعارا تفضيلية لوعينا بالحالة الاقتصادية للأسر". أما محسن أمرهون، رئيس جمعية أمل "ستي فاظمة"، فأكد، من جهته، أن "المجتمع المدني قام بدور تحسيسي لسكان الجماعة ومهنيي قطاع السياحة، الذي يوفر 90 في المائة من مناصب الشغل، باعتباره المصدر الوحيد للدخل، عبر حثهم على ضرورة احترام إرشادات السلطات الصحية والمحلية، لتوفير منتجع صحي وآمن لمحبي الجبال والطبيعة".