وصف المصطفى بنعلي، الأمين العام لحزب جبهة القوى الديمقراطية، التصريحات الصادرة عن الناطق باسم الرئاسة الجزائرية بغير المسؤولة، موردا أن المغرب ينتظر الكثير من التصريحات العدائية من النظام الجزائري لكونه يعيش أسوأ أيامه. وأوضح بنعلي، خلال ندوة صحافية عن بعد، نظمها الحزب، جوابا عن سؤال طرح عليه بشأن تصريحات الناطق باسم الرئاسة الجزائرية الذي وصف فيها القنصل المغربي ب"ضابط في المخابرات المغربية"، "أن العالم أصبح يدرك أن قضية الصحراء حسمت، ولم تتبقَ منها سوى مشكلة المحتجزين". واعتبر المتحدث أن السلوك المستهجن والضجة المفتعلة، التي أثارها المسؤول الجزائري تجاه القنصل العام للمملكة بوهران، لا يمكن فهمها إلا كردة فعل يائسة، تعبر عن مدى تذمر خصوم الوحدة الترابية للمغرب من المنحى الطبيعي والسليم لجدية المقترح المغربي من أجل حل سلمي ودائم للقضية، و"ذلك في وقت كشفت فيه جائحة كرونا هشاشة المنظومة الاجتماعية للدولة الجزائرية، بعد نصف قرن من هدر خيرات الجزائر على قضية خاسرة". وأشار الأمين العام ل"الجبهة" إلى أن حظر المحكمة العليا الإسبانية لرفع شعارات ورموز البوليساريو كان بمثابة القشة التي قسمت ظهر البعير، معتبرا أن المنتظم الدولي حسم موقفه من قضية الصحراء وأن الدبلوماسية المغربية أصبحت أكثر هجومية ولم يبق لها سوى قضية سكان المخيمات التي يتعين على الجزائر بوصفها الدولة المستقبلة على الامتثال للقانون الدولي وتمكين المفوضية العليا للاجئين بإحصائهم وتمكينهم من بطائقهم وحقوقهم، وتخويل المفوضية من تدبير المساعدات الإنسانية، التي تتناقص يوما بعد يوم، بسبب انكشاف أمر التلاعب فيها من طرف قيادة البوليساريو. وأكد بنعلي أن حزبه سيظل متشبثا بالدفاع عن مقومات الوحدة الوطنية وملف الوحدة الترابية للمملكة في كل الظروف، موضحا أن جائحة فيروس كورنا أكدت أن المستقبل هو للدول التي تحمل ثقلا تاريخيا وأن مواقف المغرب نسقية تنزع للحوار والسلم ولا تغذي النعرات والنزاعات المسلحة. وذكر المسؤول الحزبي أن من يؤاخذ المغرب على موقفه من الملف الليبي، الذي يتسمك فيه بخلاصات اتفاق الصخيرات، عليه أن يتذكر أن المغرب وقع على اتفاق وقف إطلاق النار عام 1991، بعد انهيار جدار برلين، الذي كان يوفر الدعم المادي والمعنوي للبوليساريو، وبعد انطلاق العشرية الدموية في الجزائر، وذلك كله في وقت تقدمت فيه أشغال الجدار الأمني، حيث تم تشديد الخناق على حرب العصابات التي كانت تنهجها العناصر المسلحة للبوليساريو. يذكر أن تصريحات الأمين العام لحزب جبهة القوى الديمقراطية سلطت الضوء على عدد من القضايا الوطنية والدولية، المرتبطة بجائحة كورونا، التي أظهرت فقدان المنطقة لثقافة التضامن والتعاون والتنسيق المشترك، وفق تعبيره، حيث أوضح بشأن هذا الوضع أن الانتقادات التي أعرب عنها بشأن النظام الجزائري لا تحجب حقيقة الأخوة والمحبة التي تجمع الشعبين المغربي والجزائري، مؤكدا أن الحل لبناء فضاء للتعاون في المنطقة المغاربية هو الدخول عبر بوابة التعاون الاقتصادي، تماما كما تم في فضاء الاتحاد الأوروبي؛ لأن السياسة أبانت على أنها تفرق ولا تجمع.