لم تمنع ظروف جائحة كورونا إدارة المهرجان الدولي للعود بتطوان، من برمجة تظاهرتها الفنية السنوية، ضاربة لجمهور العود العريض موعدا مع دورة افتراضية هي الأولى من نوعها بالمغرب، على حسابها الرسمي بمواقع التواصل الاجتماعي تحت شعار: "عن بعد.. أوتار العود تجمعنا"، من 11 يونيو إلى 30 منه، مستضيفة ألمع العازفين المغاربة والعرب والأجانب على الصعيد العالمي، في أكبر حدث ثقافي يحتفي بالعود في العالم. وقال أحمد اليعلاوي، المدير الإقليمي لوزارة الثقافة والشباب والرياضة، قطاع الثقافة بتطوان، إن "ظروف جائحة كورونا، وما ترتب عنها من إجراءات احترازية للحد من انتشار الوباء، لم تمنع المديرية الإقليمية للثقافة، من المبادرة إلى تنظيم هذه الدورة الافتراضية، بدعم من وزارة الثقافة والشباب والرياضة، للحفاظ على جسور التواصل عن بعد مع جمهور وعشاق هذه التظاهرة الفنية". وأوضح اليعلاوي أن "هذه التظاهرة الفنية العالمية قائمة بانتظام منذ أزيد من عقدين من الزمن، في رحاب مدينة تطوان التي تستقبلها كل سنة بشغف متجدد"، مؤكدا أن "إدارة المهرجان أصبحت مع مراكمتها تجربة جيدة على مستوى التنظيم، طوال عشرين سنة، مدعوة إلى الاستجابة لانتظارات الجمهور المتطلع إلى جديد التجارب الموسيقية للفنانين المشاركين". من جهتها، اعتبرت السوبرانو سميرة القادري، المديرة الفنية للمهرجان، في تصريح لهسبريس، أن "الجمهور سيكون على موعد مع تجربة فنية وإنسانية تجمع فعاليات فنية من مختلف البلدان في هذه الظروف الاستثنائية"، مضيفة أن "فعاليات المهرجان ستكون زاخرة بالورشات التربوية والتثقيفية والتكوينية في صناعة وتعلم تقنيات العزف على آلة العود، تؤطرها نخبة من ألمع العازفين العالميين". وأوضحت السوبرانو أن "هذه الدورة الافتراضية ستكون فرصة لاستحضار ذاكرة قوية، كان مسرح إسبانيول فضاء لها، ومكانا لاستقبال نخبة من ألمع العازفين في العالم"، مشددة على أن "المشاركة النوعية لأبرز العازفين من مختلف البلدان في دورة افتراضية واستثنائية يعيشها العالم بفعل جائحة "كوفيد-19"، تؤكد، مرة أخرى، الدور الأسمى للمبدع، ووعيه في مواجهة المحن، وتدبير الأزمات، من خلال الموسيقى والفن الراقي". وعن دافع تنظيم هذه الدورة الافتراضية، أوضح بلاغ لإدارة المهرجان الدولي للعود بتطوان، توصلت به هسبريس، أنها "مصرة على متابعة تنظيمه والارتقاء به دون انقطاع، احتراما لجمهور المهرجان الذي يعتبر رأسماله الحقيقي، والسند والمدعم الرئيسي باعتراف أبرز الفنانين الذين شاركوا في مختلف الدورات، واستجابة لانتظارات المتتبعين والمهتمين بهذا الفن الراقي". وأشار البلاغ ذاته إلى أن "الدورة الافتراضية، ستسمح لنا بالانفتاح على جمهور أوسع، من مختلف بقاع العالم، وستزيد من الإشعاع والترويج للمهرجان"، مضيفا أن الجمهور المغربي والعربي "سيكون على موعد مع ألمع نخبة من العازفين، والأسماء الوترية العربية وغير العربية الوازنة، والتي انضافت إليها هذه السنة أسماء مغربية شابة، احتفاء بالمواهب الصاعدة في الساحة الفنية المغربية". وتابع المصدر ذاته: "كما سيعرف برنامج فعاليات المهرجان الدولي للعود، في دورته الافتراضية، احتفاء افتراضيا بجائزة زرياب، وعدة ورشات تكوينية موازية"، علاوة على برمجة ثرية ذات رصانة وقوة، وفاء لمهمته الأساسية منذ 21 سنة من تأسيسه، موضحا أن فعاليات المهرجان ستتوزع على 20 يوما متتالية، بمشاركة 31 فنانا من المغرب، فلسطين، اليونان، إيران، العراق، سوريا، الأردن، تونس، مصر، المملكة العربية السعودية، والكويت.