دفعت الأنشطة الثقافية العديدة التي واكبت الحَجر الصّحّيّ بجهة مراكش-آسفي المديرية الجهوية للثّقافة إلى التوصية بوجوب "إدماج الأنشطة الرقمية ضمن برامج الأنشطة السنوية للمؤسسات الثقافية الوطنية". وأضافت المديرية الجهوية للثقافة بجهة مراكش-آسفي، في حصيلة نشرتها حول الأنشطة الثقافية بالجهة، خلال الحَجر، أنّ مردّ توصيتها هاته إلى "استعداد المواطنين للتفاعل الإيجابي عن بعد مع مثل هذه المبادرات"، ما سيمكّن من "توسيع خارطة المستفيدين من الخدمات الثقافية والمعرفية المقدمة دون تكبد عناء التنقل الحضري وإكراهات الازدحام"، وسيتيح "الفرصة للمشاركة بأعمال فنية وإبداعات شخصية وفق آليات مبنية على الاختيار الحر والطّوعيّ". وتضيف المديرية الجهوية للثقافة أنّ ضمان استمرارية نشاط منصات التواصل الحديثة الخاصة بالمديرية ومصالحها دفعها إلى "تشكيل لجنة تقنية تسهر على إغناء المحتوى من خلال ما تتوصل به من مواد متنوعة، تسهر على إنتاجها أطر المديرية كل في مجال تخصصه بشراكة مع مختلف الفاعلين في الحقل الثقافي". وتزيد المديرية الجهوية للثقافة: "تُعرض مجموع تلك الأنشطة على صفحات موقع التّواصل الاجتماعي "فايسبوك" الخاصة بالمؤسسات التابعة لقطاع الثقافة، وهي: المديرية الجهوية بمراكش، المديرية الإقليمية بآسفي، المديرية الإقليمية بالصويرة، المحافظة الجهوية للتراث الثقافي بمراكش، دار الثقافة الداوديات بمراكش، دار الثقافة بقلعة السراغنة، المركز الثقافي بسيدي رحال ومدينة الفنون بآسفي بالإضافة إلى المكتبة الوسائطية الجهوية بمراكش". وفي حصيلة الأنشطة الثقافية بجهة مراكش - آسفي، تقول المديرية الجهوية للثّقافة إنّها "فاقت ما كان متوقعا" وشملت "فنون الحكي، والمسرح، والإبداع الأدبي، والفنون التشكيلية، والتعريف بالتراث الثقافي للجهة من معالم تاريخية ومواقع أثرية وممارسات ثقافية". واسترسلت المديرية معدّدة الأنشطة الثقافية بجهتها، فنظِّمَت تحت عنوان "العقد الفريد في الحكي المفيد"، مجموعة من الحكايات الشعبية، تحت إشرافها منذ بداية شهر ماي المنصرم، كما تمّ تقديم قراءات زجلية في موضوع كورونا، وبُثَّت حلقتان من سلسلة كتاب وكاتبه، تناولت الأولى كتاب المترجم كاتب الظل لكاتبه كارلوس باتيستا، الذي ترجمه الدكتور محمد آيت لعميم، وتطرقت الحلقة الثانية لكتاب الحجاج في الخطاب: مقاربة تطبيقية لمؤلفه الدكتور عبد اللطيف عادل. وفي ميدان الفن التشكيلي تم تقديم ثلاثة معارض افتراضية شارك فيها تسعة وثلاثون فنانا وفنانة، وتم تقديم ورشتين تقنيتين لتسليط الضوء على العناصر الزخرفية الأصيلة المستعملة في التوريق والتسطير. كما نُظِّمَت في مجال الطّفل برامج مثل ما قدّمته الفنانة حياة غافري، المعروفة بسمسمة، وتضمّن مجموعة من النصائح والألعاب والحكايا، التي تقمصّت فيها شخصيات مختلفة في قالب مشوق وممتع. وعُرِضَت ضمن الأنشطة الخاصة بشهر التراث، وفق المصدر نفسه، ثلاثة أشرطة تعريفية، تطرّق أوّلها للخزف النسائي بقلعة السراغنة، فيما تحدث الثاني عن زرابي حوز مراكش، وعرّف الثالث بصناعة الجلد بمدينة مراكش. وفي مجال المسرح، وبمناسبة اليوم الوطني للمسرح الذي يصادف 14 ماي، بُثَّ العرض المسرحي "جرب تشوف" لورشة الإبداع "دراما مراكش"، وقُدِّمَت معزوفات موسيقية وغنائية لكل من فرقة أصيل للموسيقى برئاسة الفنان عز الدين دياني، وجمعية رياض غرناطة للطرب الأصيل من مدينة وجدة. كما تم تقديم مقتطفات من رقصة الأطلس من إنجاز دار القانون المغرب بتنسيق مع جمعية رمل الآلة جهة مراكش-آسفي، في عمل شارك فيه 18 عازفا من ستّة دول وهي المغرب، الجزائر، تونس، تركيا، بلجيكا وفرنسا. وتذكر حصيلة المديرية الجهوية للثقافة بمراكش - آسفي أنّ المحافظة الجهوية للتراث الثقافي، التابعة لها، قدمت من خلال صفحتها على "فايسبوك" وقناتها على "يوتيوب" محاضرتين علميتين تطرقت الأولى، التي بُثَّت مباشرة، لصناعة السياحة التراثية، فيما وضحت الثانية القيمة العلمية والتاريخية للاكتشافات الأركيولوجية المحققة بموقع أغمات الأثري. كما تمّ عرض مجموعة من الأعمال التي تروم التعريف بجوانب من التراث الثقافي للجهة، من قبل: أسوار وأبواب مراكش الحمراء، و"قبة البعديين: أيقونة العمارة المرابطية"، وضريح المعتمد ابن عباد بأغمات، وتلواحت كتقنية أصيلة في أعمال البناء، و"المرابطين وتأسيس مدينة مراكش"، و"قصر البديع أعجوبة العجائب"، و"الجير كمادة للبناء والترميم"، و"السقايات التاريخية بحاضرة مراكش"، و"تصنيف الفن الكناوي تراثا ثقافيا إنسانيا غير مادي ضمن اللائحة التمثيلية لمنظمة اليونسكو"، و"الطقوس والعادات الاحتفالية في العرس بمراكش"، و"التراث اللامادي: ساحة جامع الفنا". وذكر المصدر ذاته أنّ المكتبة الوسائطية نظّمت خلال فترة الحجر الصحي "مسابقة للقراءة الحرة عن بعد بعنوان: من_قلب_الدار_نقراو_كتاب، احتفاء بأيام القراءة التي تصادف اليوم العالمي للقراءة وحقوق المؤلف (23 أبريل)، واليوم الوطني للقراءة (10 ماي)"، وأضاف: "من جهة أخرى أطلقت المكتبة الوسائطية بمراكش نشاطا متميزا تحت عنوان "طقوس الكتابة" بشراكة مع مؤسسة خاصة، دعت من خلاله الكتاب والشعراء إلى بعث مقالة قصيرة يصفون فيها طقوسهم الخاصة أثناء الكتابة والإبداع، سواء كان ذلك شعرا أو نثرا. علما أنّ لجنة خاصة ستختار أجود النصوص، ليتم نشرها على صفحة فايسبوك للمكتبة؛ كما ستعمل المؤسستان على نشر أجودها في كتاب مستقل". وتزيد حصيلة المديرية الجهوية للثقافة بمراكش - آسفي أنّ "دار الثقافة الداوديات بمراكش نظمت نشاطا ثقافيا تحت شعار "منبر التواصل الثقافي عن بعد – الثقافة والمجتمع إبداع وعطاء"؛ الذي هو برنامج مفتوح في وجه المثقفين والفنانين والشباب والناشئة، عبر قنوات المسرح، والفنون التشكيلية، وفن نظم الزجل، ومشاركات في وجه المجوِّدين الشباب، لتزامن هذه الفترة مع حلول شهر رمضان". كما نظّم المركز الثقافي سيدي رحال، حَسَبَ المصدر نفسه، عددا من الأنشطة عن بعد، تحت شعار "الثقافة نافذة للإبداع والتواصل في زمن الحجر الصحي"، تنوعت ما بين الموسيقى والشعر والحكاية، إضافة إلى بثّ أشرطة خاصة بالكتاب وتراث المنطقة، وورشات في الكتابة المسرحية، فضلا عن تنظيم مسابقات في مختلف الأنماط الفنية، شارك فيها مبدعون من داخل وخارج المغرب، لتكون حصيلة ما قدم هذا المركب الثقافي عبر صفحته على "فايسبوك"، خلال فترة الحجر، 35 نشاطا بمشاركة 10 مساهمين. وفي الإطار نفسه، نظمت دار الثقافة بمدينة قلعة السراغنة "ملتقى مدينتي للإبداع عن بعد"، من 20 إلى 30 أبريل 2020، قصدَ تشجيع مختلف الإبداعات الفنية، والتخفيف من أجواء العزل الصحي الذي فرضته جائحة "كورونا". وسعى هذا الملتقى الافتراضي، المنظم تحت شعار "كلنا مع الحياة للجميع"، إلى خلق أنشطة ثقافية اعتمادا على وسائل التواصل الاجتماعي، وتحفيز الإنتاج الأدبي والفني حول موضوع الوقاية من فيروس كورونا والتعبير عنه في مختلف القوالب الأدبية والفنية المتاحة، وتضمّنت إنتاجاته الإبداعية كلا من الفنون التشكيلية، من: رسم باليد أو نحت، ومسرح بكتابة نص مسرحي قصير مكون من ثلاثة مشاهد أو مشهد مسرحي فردي، والشعر الحر والعمودي والزجل، والقصة القصيرة والموسيقى، عبر معزوفة صامتة أو أغنية وتصوير فوتوغرافي. كما نظمت المديرية الإقليمية للثقافة بآسفي واليوسفية، تحت شعار "ابق في دارك وحلق بإحساسك وخيالك"، بتعاون وتنسيق مع جمعيات ومؤسسات وفاعلين ثقافيين أنشطة متنوعة أنشطة همّت حقولا معرفية وإبداعية متنوعة، توزعت بين المسرح والموسيقى والتشكيل والأدب والتراث الثقافي بشقيه المادي واللامادي، بتقريب المتلقي من مجموعة من الروايات ضمن النافذة التي فتحتها رابطة كاتبات المغرب بشراكة مع المديرية الإقليمية للثقافة، تحت عنوان "رواية أعجبتني"، كما تم تقديم سلسلة حلقات لعرض كتب وإصدارات تخص مدينة آسفي. وتسجّل الحيلة تقديم عروض ووصلات موسيقية تبرز مدى تأثير الموسيقى الأندلسية على دول البحر الأبيض المتوسط وأوروبا الوسطى، لتشكل بذلك "نموذجا موسيقيا-غنائيا يظهر بجلاء انصهار كل التأثيرات الموسيقية باعتبارها منتجا ثقافيا بشريا"، كما ألقيت عروض موسيقية وأدبية "ضمن فعاليات الاحتفال باليوم الوطني للموسيقى"، تطرّقَت لهيكلة قصيدة الملحون، والأغراض التي تناولتها الطبوع، وألحان هذه القصيدة، ونماذج ومعزوفات توضيحية". وتحت شعار: "وفاء لوطننا نحتفل في بيوتنا"، تضيف الحصيلة، تم تقديم حفل موسيقي متنوع من طرف طلبة المعهد الموسيقي بآسفي، وأعطيت انطلاقة مسابقة في "المنولوج" ضمن فعاليات اليوم الوطني للمسرح الذي يصادف يوم 14 ماي، تخصّ الفنانين الشباب المنخرطين في الجمعيات المسرحية بإقليمَي أسفي واليوسفية، كما تم تقديم مسرحية "فيزا: حجر من نوع آخر". ويزيد المصدر: "في إطار الاحتفاء بشهر التراث الذي تزامن هذه السنة مع شهر رمضان المبارك، وبتنسيق مع جمعية ذاكرة آسفي، تم تقديم سلسلة حلقات حول بعض أعلام آسفي، وعروض افتراضية معززة بوثائق وصور حول التراث الثقافي المادي لآسفي، كما تم تقديم بعض جوانب التراث اللامادي لاسيما المهارات المرتبطة بالبحر". كما نظمت المديرية الإقليمية للثقافة بالصويرة أنشطة ثقافية في مجال التراث الثقافي اعتبارا لتزامن مدة الحجر الصحي مع شهر التراث الذي يمتد من يوم 18 أبريل الذي يصادف اليوم العالمي للمباني التاريخية، إلى غاية 18 ماي الذي يصادف اليوم العالمي للمتاحف، فتم تقريب المتتبعين من بعض الجوانب التاريخية لمنطقة الصويرة، انطلاقا من تقديم تحف أركيولوجية مكتشفَة بالمنطقة من خلال برنامج "تحفة أركيولوجية.... حكاية وتاريخ"، وبرنامج "ذاكرة تحفة للتعريف ببعض كنوز الموروث الثقافي للصويرة". وتسجّل المديرية الجهوية للثقافة بمراكش - آسفي، من بين الأنشطة التي واكبت الحَجر الصحي، المحاضرة العلمية عن عصور ما قبل التاريخ بمنطقة الصويرة، التي قدّمها الدكتور عبد الجليل بوزوكار، أستاذ التعليم العالي بالمعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث بالرباط. و"بث شريط تعريفي عن متحف اتّصالات المغرب الذي حل ضيفا هذه السنة على المديرية الإقليمية للثقافة بمناسبة اليوم العالمي للمتاحف"، مع الاحتفاء بمجموعة من الشعراء الذين أجادوا في تقديم إبداعاتهم عن بعد من خلال صفحة المديرية الإقليمية بالصويرة على موقع "فيسبوك". تجدر الإشارة إلى أنّ المديرية الجهوية للثقافة بمراكشآسفي سجّلت في منشورها المتضمّن لحصيلة الأنشطة الثقافية عن بعد بجهتها خلال فترة الحَجر الصحي أنّ المؤسسات الثقافية الوطنية صارت أمام "تحديات كبيرة لكسب الرهان عبر توفير برامج ثقافية حديثة، موجهة للأجيال الصاعدة، وفق آليات خطابية وتواصلية جاذبة، وهادفة، وماتعة؛ تمكنها من بناء ذاتها، وصقل مواهبها، وتعزيز ارتباطها بهويتها، وأرضِها، ووطنها".