نجحت وزارة الثقافة والشباب والرياضة في التنزيل الأمثل لمضامين المكون الثقافي من النموذج التنموي لجهة العيون الساقية الحمراء برسم سنة 2019 بشراكة وتعاون مع مختلف الشركاء والفاعلين المدنيين والمبدعين. وفاق عدد الأنشطة الثقافية والفنية التي نظمتها المديرية الجهوية لقطاع الثقافة بوزارة الثقافة والشباب والرياضة بجهة العيون الساقية الحمراء. المئتي تظاهرة ثقاقية وفنية منها المهرجانات والملتقيات الثقافية والفنية والتراثية، والسهرات والعروض المسرحية ومعارض الكتب والفنون التشكيلية والإقامات الفنية. وعملت المديرية الجهوية على تحقيق التوازن المجالي من خلال تنظيم هذه التظاهرات والأنشطة في الأقاليم الأربعة المكونة لجهة العيون الساقية الحمراء. وشملت هذه الأنشطة مختلف مجالات الإبداع الفني والثقافي، وشكلت فرصة للقاء بين المبدعين والجمهور من ساكنة وزوار الجهة من داخل الوطن ومن خارجه. ففي المجال الموسيقي احتضنت الجهة سبعة عشر سهرة فنية شارك فيها فنانون وعازفون وشعراء. وقامت المديرية الجهوية في إطار تثمين الموسيقى الحسانية بتسجيل إثنى عشر ألبوما غنائيا لمجموعة غنائية بالجهة، كما اقتنت المديرية مجموعة من الآلات الموسيقية قامت بتوزيعها على الفرق المستهدفة من هذا البرنامج. وفيما يتعلق بحفظ التراث الشفهي اشرفت المديرية الجهوية للثقافة على تنظيم 15 مهرجانا ثقافيا ذات مواضيع وتيمات متنوعة، فضلا عن ست ملتقيات للشعر الحساني و15 ندوة فكرية ولقاء لتوقيع كتب وإصدارات جديدة. وشهدت سنة 2019 تقديم 32 عرضا مسرحيا حسانيا بجميع مدن الجهة وتنظيم خمس مهرجانات للمسرح، وثماتي ملتقيات ومعارض للفنون التشكيلية. وفي مجال الكتاب عملت المديرية الجهوية على جرد وتجميع التراث الشفهي الحساني الذي سيخرج في الأسابيع القليلة القادمة ضمن كتاب ينقل هذا الموروث من شكله الشفهي إلى المكتوب من أجل حفظه ونقله للأجيال الصاعدة ووضعه بين أيدي الباحثين الراغبين في دراسة هذا الموروث الشعبي. وفي ذات الاتجاه احتضنت الجهة دورات تكوينية وإقامات فنية في الكتابة اثمرت طبع كتب لمبدعين شباب استفادوا من هذه الورشات والإقامات. واعتبر فاعلون مدنيون وفنانون وشعراء وكتاب ان جهة العيون الساقية الحمراء شهدت هذه السنة طفرة كبيرة على المستوى الثقافي والفني بفضل تظافر جهود مختلف المتدخلين من وزارة الثفافة والشباب والرياضة من خلال مديرياتها الجهوية والإقليمية، والمجلس الجهوي وولاية الجهة والمجتمع المدني. وأكد هؤلاء ان العمل الذي انجز على مستوى جهة العيون الساقية الحمراء يشكل نموذجا يحتذى به في التنزيل الأمثل لمقتضيات المكون الثقافي من النموذج التنموي سواء من حيث المقاربة التشاركية المعتمدة او فيما يتعلق بتنوع الأنشطة وتوزيعها الجغرافي المتوازن، وكذا الأصداء الجيدة التي خلفتها لدى المتلقين والمستفيدين.