بينما تواصل جهة الدارالبيضاءسطات تسجيل أعلى نسبة الإصابة بفيروس كورونا المستجد، فإن المستشفى الميداني، الذي تم تشييده بمكتب أسواق ومعارض العاصمة الاقتصادية، الذي وضع عليه الرهان، لم يستقبل العدد المنتظر منه بعد. وحسب مصادر جريدة هسبريس الإلكترونية، فإن المستشفى المخصص لاستقبال المصابين بفيروس "كوفيد-19"، والذي تصل طاقته الاستيعابية إلى 750 سريرا، لم يستقبل سوى حوالي 30 شخصا لحدود الساعة. واستغربت مصادر الجريدة من كون المستشفى الميداني لم يقدم بعد المطلوب منه، رغم أن السلطات الصحية بجهة الدارالبيضاءسطات، سبق لها التأكيد على كونه جاهزا لاستقبال المصابين، خصوصا أنه جرت تهيئته بالتجهيزات الخاصة بذلك. وشددت مصادر الجريدة على أن مستشفيات العاصمة الاقتصادية، تعرف توافد مواطنين من غير المصابين بالفيروس، فيما يجد مصابون بأمراض أخرى صعوبة في العثور على طبيب مختص داخل المستشفيات، وهو ما يستوجب، حسب أُطر طبية، تدخل المديرية الجهوية للصحة، عبر نقل مرضى "كوفيد-19" صوب المستشفى الميداني لتفادي الضغط على هذه المستشفيات الإقليمية. وانتقد منتخبون بالدارالبيضاء، في حديثهم للجريدة، الطريقة التي تم بها تدبير هذا المستشفى الميداني، والذي أنفق عليه استثمار إجمالي يقدر ب45 مليون درهم، بتمويل مشترك بين كل من جهة الدارالبيضاءسطات وجماعة الدارالبيضاء ومجلس عمالة الدارالبيضاء، خصوصا وأنه لم يتبق لرفع حالة الطوارئ الصحية سوى 10 أيام. وتساءل منتخبون: "إذا لم يتم العمل بهذا المستشفى الميداني الذي أنفقت عليه الملايير في هذه الظرفية الحرجة، التي تجعل الدارالبيضاء في صدارة لائحة الإصابات، فمتى سيتم العمل به واستغلاله لفائدة البيضاويين؟". من جهة أخرى، تحدثت مصادر إلى الجريدة بكون المستشفى الميداني، سيتم تخصيصه لاستقبال المغاربة القادمين من الخارج، الذين علقوا في مختلف الدول بعد إغلاق المملكة لحدودها الجوية بسبب تفشي وباء كورونا، مشددة على أن الوافدين الذين يقدر عددهم بالآلاف، ستتم إحالتهم على هذا المستشفى ومستشفيات ميدانية أخرى، قصد الخضوع للفحص والحجر الصحي قبل السماح لهم بزيارة أقاربهم. ومعلوم أن هذا المستشفى الميداني المؤقت، المخصص لمرضى كورونا بمكتب أسواق ومعارض الدارالبيضاء، تم تشييده على مساحة 20.000 متر مربع، ما سيسمح له باحتضان ما يزيد عن 700 سرير. وانطلقت أشغال بناء المستشفى الميداني باستثمار إجمالي يقدر ب45 مليون درهم، وبتمويل مشترك بين كل من جهة الدارالبيضاءسطات وجماعة الدارالبيضاء ومجلس عمالة الدارالبيضاء، وبتنسيق مع المديرية الجهوية لوزارة الصحة؛ في حين تم تكليف كل من شركتي التنمية المحلية الدارالبيضاء للإسكان والتجهيز، والدارالبيضاء للتنشيط والتظاهرات، بالوقوف على إنجازه. وكانت السلطات المحلية بالدارالبيضاء، أكدت أنه سيتم تقسيم المساحة الكلية إلى أربعة فضاءات كبيرة، على شاكلة أروقة منفصلة، إذ يكون لكل فضاء طاقمه الطبي المنفصل. كما ستكون المرافق الصحية منعزلة عن بعضها. وسيضم هذا المستشفى المؤقت، أيضا، غرف معادلة الضغط عند مداخله الرئيسية. كما سيجري وضع جهاز معالجة الهواء لضمان تجديده داخل الأروقة الأربعة.