مع دنو موعد رفع الحجر الصحي ونهاية الطوارئ الصحية وعودة الشركات الصناعية إلى استئناف أنشطتها، يسود تخوف وسط سكان العاصمة الاقتصادية من تفشي فيروس كورونا المستجد أكثر مما هو عليه اليوم. ففي الوقت الذي لا تزال فيه الدارالبيضاء تسجل أعلى نسب حالات الإصابة المؤكدة بكوفيد 19 وتظهر بها بؤر صناعية وأسرية عديدة، فإن المخاوف تتزايد وسط العائلات البيضاوية بسبب قرب عودة العاملين في الشركات إلى الاشتغال واستئناف العمل. وعبر مواطنون في العاصمة الاقتصادية عن تخوفهم من عودة الشركات إلى الاستئناف العمل، خصوصا في وقت لا تزال فيه المدينة تسجل نسبا مرتفعة من الإصابات بالفيروس؛ الشيء الذي قد يرفع عدد المصابين من العاملين بالشركات. وأكد مواطنون تحدثوا لجريدة هسبريس الإلكترونية أن عودة العاملين إلى الشركات، في ظل عدم احترام التعليمات الصحية وعدم تفعيل الاحترازات المنصوص عليها، قد يجعل تفشي الوباء في صفوف سكان المدينة المليونية سهلا. ودعا هؤلاء المواطنون، ضمن تصريحاتهم، السلطات إلى الصرامة مع الشركات في احترام الإجراءات الاحترازية التي تنص عليها السلطات الصحية، مؤكدين على وجوب فرض السلامة الصحية داخل مقرات تلك الشركات وإلزام المسؤولين على توفير مسافات الأمان داخل المقاولات ووضع حواجز بين العاملين إلى جانب وضع الكمامات ومواد التعقيم. ومن شأن أي تقاعس من طرف السلطات في الضغط على الشركات في تطبيق التعليمات الصحية والتباعد الاجتماعي وقواعد السلامة أن يزيد في انتشار الوباء في صفوف العاملين، خصوصا أن مجموعة من الشركات تكدس الشغيلة في ظروف لا تحترم حقوق العمال. ويأتي تخوف المواطنين بالعاصمة الاقتصادية في وقت أعلن فيه محمد بنشعبون، وزير الاقتصاد والمالية وإصلاح الإدارة، عن قرار السماح لجميع المقاولات المغربية باستئناف أنشطتها مباشرة بعد عيد الفطر. وأكد بنشعبون، في جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس المستشارين، أن جميع المقاولات يمكن أن تستأنف نشاطها مباشرة بعد عيد الفطر، باستثناء تلك التي تم توقيفها بقرارات إدارية صادرة عن السلطات المختصة. ودعا وزير الاقتصاد والمالية وإصلاح الإدارة، في عرض قدمه أمام ممثلي الفرق بالغرفة الثانية، أرباب المقاولات إلى مواصلة التقيد بالتطبيق الصارم بقواعد السلامة لضمان سلامة العاملين والأجراء في مراكز العمل.