بينما تستعد الشواطئ لاستقبال المصطافين بعد انتهاء فترة الطوارئ الصحية والحجر المنزلي، باتت كارثة بيئية تهدد شاطئ "بالوما" المتواجد بتراب جماعة عين حرودة ما بين مدينتي المحمديةوالدارالبيضاء. روائح كريهة منبعثة من مياه البحر تفاجئ الأشخاص الراغبين في ممارسة رياضة المشي هذه الأيام بشاطئ بالوما. وعند البحث عن مصدرها، تكون المفاجأة كبيرة؛ إنها مياه عادمة تصب في البحر! وتتواجد بعين المكان، كما عاينت ذلك جريدة هسبريس الإلكترونية، مجاري الصرف الصحي وتصب مباشرة في الشاطئ، الأمر الذي يساهم بشكل كبير في تلوث مياهه التي تحولت إلى خطر على صحة المواطنين. ومن شأن هذه المياه العادمة التي تصب بشكل مكثف في مياه البحر أن تساهم في إلحاق أضرار بالثروة السمكية، وتزيد من معاناة المواطنين المجاورين لهذه المنطقة الذين يشتغلون في صيد الأسماك، خصوصا من دوار أولاد حميمون. وعبرت فعاليات المجتمع المدني بمنطقة بالوما عن استغرابها هذه الكارثة البيئية التي تسببت فيها مجاري الصرف الصحي التي تم إحداثها من طرف الشركة المشرفة على تهيئة "مدينة زناتة البيئية". وأكد فاعلون وشباب بالمنطقة، في حديث لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن هذه المجاري الملوثة التي تصب في البحر "ألحقت أضرارا كثيرة بالمواطنين بهده المنطقة، خصوصا الذين يعيشون على صيد أنواع من الأسماك وإعادة بيعها؛ إذ صاروا يجدون صعوبة في ذلك بالنظر إلى رفض الزبناء اقتناءها لهذا السبب". واستنكر عبد الرحمان شابور، عضو جمعية نجم المحيط للأعمال الاجتماعية والبيئية، تواجد هذه القنوات التي وضعتها الشركة المكلفة بتهيئة "مدينة زناتة"، مشددا على "وجوب التحرك العاجل لوقف هذه الكارثة البيئية". ولفت الفاعل الجمعوي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إلى أن هذه المياه العادمة التي تصب في البحر "بات الكل يتضرر منها، بما في ذلك الطيور والأسماك، إلى جانب المواطنين الذين يحبذون الاستمتاع بالقيام برياضة المشي والجري بجانب البحر". وقال شابور إن "الفعاليات الجمعوية بالمنطقة بعثت بمراسلات إلى جهات عدة من أجل التدخل لوقف هذه الكارثة، ووقف معاناة المواطنين المتضررين من بيع الأسماك التي يصطادونها بالمنطقة المذكورة بسبب تلوث المياه". ويعد شاطئ بالوما بعين حرودة قبلة للمواطنين بهذه الجماعة الحضرية التابعة لعمالة المحمدية، وكذا لساكنة الدارالبيضاء، خصوصا مقاطعة سيدي البرنوصي وسيدي مومن، حيث يتنقل إليه المواطنون عبر دراجاتهم النارية أو على متن حافلات النقل الحضري. ومن شأن استمرار هذه الكارثة البيئة أن يجعل كثيرا من المواطنين يتجنبون القدوم إلى هذا الشاطئ في فصل الصيف، وبالتالي ستضرر فئات كثيرة من جراء ذلك كانت تعيش على مداخيل العطلة الصيفية، خصوصا الشباب.