يمثل شهر رمضان المبارك مناسبة دينية عظيمة تتعزز فيها مجموعة من القيم النبيلة، ومنها التضامن، وفي هذا السياق تنظم "مجموعة مغاربة في الامارات" مبادرة "فطور بلادي" الرمضانية في موسمها الخامس، والتي تستهدف هذه السنة، على الخصوص، المغاربة العالقين جراء وقف الرحلات الجوية عبر العالم، ومن يوجدون في وضعية صعبة بسبب تداعيات أزمة فيروس "كورونا" المستجد. وتعكس هذه المبادرة، التي تعرف انخراط 12 مطعما مغربيا من أبوظبي والعين و دبي وعجمان وراس الخيمة، روح التضامن التي يتميز بها أفراد الجالية المغربية في كل ربوع العالم وبالامارات العربية المتحدة على وجه الخصوص. فعلى غرار السنوات الماضية، يحرص أعضاء المجموعة على التواصل مع المطاعم المشاركة من أجل توفير وجبات الإفطار الرمضامية للمغاربة من ذوي الدخل المحدود والمتعثرين، غير أن فئة جديدة ممثلة في العالقين انضافت هذه السنة الى المستفيدين من المبادرة التي لقيت انخراطا ودعما من طرف أفراد الجالية المغربية ومؤسستين بنكيتين مغربيتين وشركة للصرافة بالامارات. ووصف أحمد الملولي منسق المجموعة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، مبادرة "فطور بلادي" بالاستثنائية لأنها لقيت تجاوبا واسعا من عموم أفراد الجالية من خلال تضامنهم وتعاونهم، سواء بالمساهمة أو التطوع لتلبية احتياجات مواطنين مغاربة عالقين جراء توقف الرحلات الجوية بسبب جائحة "كورونا"، وكذا مغاربة تسببت لهم هذه الأزمة في فقدان عملهم، مضيفا أن هذا الانخراط يعكس بقوة قيم الكرم والتضامن والتكافل التي جبل عليها المغاربة عبر التاريخ. وذكر بأن المجموعة كانت قد انخرطت، منذ منتصف شهر مارس الماضي، أيضا في مبادرة للتضامن لفائدة هاتين الفئتين المذكورتين، وذلك من خلال توفير مواد غذائية واستهلاكية وكذا السكن المؤقت لبعض الحالات، مضيفا ان العملية التي استمرت الى غاية نهاية شهر شعبان الماضي عرفت استفادة ما يزيد عن 1500 شخص. وتأتي مبادرات "مجموعة مغاربة في الامارات" لتنضاف الى جهود واجراءات سبق ان اتخذتها مصالح السفارة المغربية في أبوظبي والقنصلية العامة للمملكة بدبي لفائدة المغاربة العالقين، لاسيما عبر المساعدة في عملية ايواء بعض الأفراد منهم والمواكبة الطبية لحالات أخرى. ودونما شك فإن من شأن مثل هذه المبادرات والجهود، سواء كان مصدرها النسيج الجمعوي أو التمثيليات الدبلوماسية، أن تساهم في تخفيف العبء عن هؤلاء المغاربة العالقين نتيجة فيروس "كورونا" في هذا الشهر الفضيل الذي يرمز في وجدان المغاربة لقيم نبيلة تتمثل أساسا في التماسك والتآزر والتكافل. وفي أفق التحاقهم بالوطن الأم ، يحذو هؤلاء المغاربة العالقين أمل كبير في استعادة الأجواء العائلية التي حرمتهم منها هذه الجائحة التي أدت الى إصابة أزيد من أربعة ملايين و800 ألف شخص في العالم ووفاة أكثر من 317 ألفا آخرين.