يستعد المغاربة العالقون في الخارج لخوض وقفات احتجاجية جديدة أمام القنصليات المغربية، بعد الوقفات التي خاضوها يوم الإثنين الماضي، احتجاجا على عدم إعادتهم إلى المغرب إلى حد الآن، متهمين الحكومة بالتخلي عنهم. ودعا المغاربة العالقون في الخارج، في بيان أصدروه يوم الجمعة، إلى تنظيم وقفات احتجاجية أمام القنصليات المغربية بمختلف دول العالم، يوم الأربعاء المقبل، مجددين مناشدتهم الملك بالتدخل لإعادتهم إلى المغرب. ورغم أن الحكومة بعثت في أكثر من مناسبة إشارات بقرب إعادة المغاربة العالقين بالخارج، إلا أنها لم تباشر إجراءات ترحيلهم إلى حد الآن، باستثناء المغاربة الذين كانوا عالقين في مدينة مليلية المحتلة، الذين تم إجلاؤهم أمس الجمعة. ومازال التشاؤم مخيما على المغاربة العالقين في الخارج، ويعتقدون أن الحكومة لا تفكر في إعادتهم حاليا، إذ قالت فاطمة بنعدي، وهي مغربية عالقة في فرنسا، إن فتح الحدود في وجه العالقين في مليلية جاء بعد وفاة سيدة منهم في الشارع. وكانت شابة مغربية لفظت أنفاسها مساء الخميس في حلبة لمصارعة الثيران بمدينة مليلية المحتلة. وأمس الجمعة سمحت السلطات المغربية، بشكل مفاجئ، بعودة المغاربة العالقين هناك، وفسر البعض ذلك بالخوف من احتجاجهم. المغاربة العالقون بالخارج اعتبروا أن وفاة الشابة المغربية بمليلية، التي عُثر على جثتها داخل مرحاض، "تترجم بحق مدى استخفاف الحكومة بحياة المغاربة العالقين في الخارج، وتركها إياهم يعيشون في عدد من مناطق العالم ظروفا فاقت قسوتها طاقة البشر". ويبلغ عدد المغاربة العالقين في الخارج المصرح بهم لدى السفارات والقنصليات المغربية، حسب الأرقام التي قدمها رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، الأسبوع الفارط، 27.850 شخصا، تتكفل الحكومة عبر القنصليات والسفارات ب5700 منهم. وتزداد وضعية المغاربة العالقين بالخارج صعوبة مع مرور الأيام، وقالوا في بيانهم الذي دعوا فيه إلى تجديد الاحتجاج إن وضعهم المادي والمعنوي والاجتماعي والنفسي "يزداد تأزما، وأصبح كابوسا لا تظهر بوادر نهايته"؛ وبدأ فقدان الأمل في ترحيلهم إلى المغرب يدب في نفوسهم، في ظل عدم تحديد الحكومة لأي تاريخ للشروع في إعادتهم إلى حد الآن، "خصوصا مع تلاشي الوعود التي أعطاها وزير الخارجية".