اعتقل محمد عبد الوهاب رفيقي المعروف بأبي حفص سنة 2002 على خلفية الخطبة المشهورة "عذرا فلسطين" وأطلق سراحه، تم اعتقل مرة ثانية في فبراير 2003 . وقبل انتهاء التحقيق معه، وبعد شهور من اعتقاله احتياطيا، تم الحكم عليه بقانون مكافحة الإرهاب بعد الأحداث الدامية التي عرفها المغرب في 16 ماي 2003 ب 30 سنة ثم خففت إلى رُبع قرن. بعد تسع سنوات تقريبا من السجن تم العفو عنه في ذكرى المولد النبوي، وبعد ثلاثة أيام من الإفراج عنه رفقة اثنين مما بات يعرف بشيوخ السلفية، أجرت هسبريس هذا الحوار "الانفرادي" مع أبي حفص والذي أكد خلاله أنه لم يطلب العفو، شاكرا بالمناسبة وزير العدل والحريات مصطفى الرميد الذي بذل الكثير من الجهد لينالوا حريتهم. وأضاف أبو حفص في ذات الحوار الذي خصّ به "هسبريس" أنه مع وصول الإسلاميين للحكم صرنا نعيش على أمل انتشار العدل والحرية و الكرامة وانتهاء زمن الظلم، معتبرا أن هذا الإفراج يندرج ضمن تلك الآمال. كيف تلقيتم نبأ العفو عنكم؟ تلقينا الخبر بفرحة كبيرة لكن بشكل عام الأمر كان متوقعا لعدة أسباب منها الحراك الشعبي العربي بشكل عام، والمغربي بشكل خاص، ومجيء الحكومة الجديدة كل هاته الأمور كانت بمثابة مؤشرات إيجابية على أن الفرج قريب إن شاء الله عز وجل، ولهذا لم يكن مفاجئا قرار العفو عنا، سيما وأن مظلوميتنا واضحة ولم نرتكب جرما يبقينا وراء تلك الجدران. لكن الفرحة كانت ناقصة لأننا كنا ننتظر أن يشمل العفو مجموعة كبيرة من المعتقلين على خلفية هذا الملف، ومازال بداخلنا حزن عميق على المظلومين الذين أمضوا معنا سنوات السجن، سواء من كنا نعرفهم قبل السجن، نؤكد أن ظلمهم واضح لا غبار عليه، وحقا نتأسف كثيرا على بقاءهم وراء تلك القضبان، هل يمكنكم أن تصفوا لنا لحظة إبلاغكم بالخبر؟ لا أستطيع وصف هذا الإحساس، أُبلغنا بالأمر في آخر دقيقة، وكان شعورا مختلطا، بين فرحة الخروج إلى نور الأبناء والأهل والأحباب وحزن الفراق مع من نحبهم هناك، هي فرحة غير مكتملة فقد تركنا أشخاصا أمضينا معهم الأفراح والأحزان نحن متأكدون أننا تركنا وراءنا أناسا مظلومين خلف القضبان. أنتم من طلبتم العفو؟ لا لم نطلبه. وزير العدل هو من تكلف بذلك إذن؟ نعم ومن هذا المنبر أتقدم له بجزيل الشكر وعظيم الامتنان على ما قام به من أجلنا. أنتم متفائلون بوصول الحكومة الجديدة التي تقودها العدالة والتنمية؟ بدون شك لأننا نعتبرهم أقدر الناس وأصلحهم على تحمل المسؤولية وتلقينا بفرح شديد وصولهم إلى رئاسة الحكومة واعتبرنا الأمر تغييرا كبيرا يعرفه البلد، قد لا يكون الأمر بالشكل الذي كنا نريده، لكن بوصول الإسلاميين صرنا نعيش على أمل انتشار العدل و الحرية و الكرامة وانتهاء زمن الظلم، ونعتبر أن هذا الإفراج يندرج ضمن تلك الآمال. ماذا سيكون برنامجكم بخصوص القادم من الأيام ؟ نضالنا من أجل الحرية لم ينته بالإفراج عنا، سنناضل ونناضل بكل الأشكال الممكنة حتى يخرج آخر مظلوم لازال وراء القضبان، هم حمّلونا هذه المسؤولية، ونحن متحملين إياها دون أن يبادروا بطلبها منا، سندافع ونرفع أصواتنا بمظلوميتهم حتى يأتي الفرج الذي نبتغيه. ما هي آلياتكم في ذلك؟ لا يمكن الآن الحديث في هذا الأمر لأننا مازلنا في الأيام الأولى للإفراج. قضيتم 9 سنوات من السجن هل يمكنكم بعجالة أن تصفوا لنا هذه المدة؟ على العموم يمكن القول أن هذه السنوات مرت مختلفة باختلاف إدارتها ومراحلها، مرت السجون بفترات رخاء نلنا خلالها كل حقوقنا المشروعة، كما مررنا بفترات سيئة جدا، عانينا خلالها الأمرين، ولاشك أن الشهور الأخيرة من أمرها والمعتقلون بغير السجن الذي كنت فيه، يعانون الكثير من الظلم والتعذيب، ونطالب بهذا الخصوص أن ينتبه المسؤولون على الأوضاع التي آلت إليها السجون والعمل على معالجة الأمر لحين يتمتع كل المظلومين بحريتهم. كلمة أخيرة... أقول كل الشكر للشرفاء والأحرار من أبناء هذا البلد ممن دافع عن براءتنا وانتصر لمظلوميتنا.