"" كانت الاضطرابات الجوية التي عرفتها مدينة أكادير خلال اليومين السابقين، سببا كافيا في انكشاف خبايا المستورعن واقع الحال بالنسبة لعدد من المرافق والمنشآت الصناعية والأعمدة والسياجات التي يتم بموجبها تحديد الحدود التي سوف تشملها عملية البناء أو أشغال الصيانة بمختلف المرافق والبنيات سواء الخاصة أو العمومية. حيث لم تصمد غالبيتها في وجه الرياح التي شاءت من خلالها الأقدار الإلهية والمشيئة الربانية أن تكشف المستور عن واقع الحال وحجم المخاطر التي يعيش تحت رحمتها عدد من سكان مدينة الانبعاث. وكانت أولى الحوادث التي تلقتها مصالح الأمن وعناصر الوقاية المدنية هو خبر انهيار جدران إحدى المرافق الصناعية المتمركزة بالحي الصناعي على الطريق الثانوية الرابطة بين "تيلضي" و"القنصلية الإسبانية" وذلك في حدود الساعة الثانية من صبيحة السبت، ولو أن الحادث وقع في واضحة النهار لكانت الكارثة كبيرة والحصيلة ثقيلة لاسيما وأن تلك الطريق تعرف مرور عدد من العاملات بالمصانع المجاورة للمبنى المنهار بشكل متعاقب. ولم تسلم أيضا مجموعة من اللوحات الإشهارية التي تم وضعها بمختلف النقط الحيوية بالمدينة بعدد من المناطق بالمقربة من مرجان والشريط السياحي وتالبورجت وغيرها من المناطق التي تعرف استغلال من طرف الشركات الخاصة بالاشهار والدعاية لفائدة المقاولات على اختلاف أنشطتها. هذا، ويذكر أن مدينة أكادير عرفت مؤخرا اضطرابات جوية تسببت في سقوط لوحة إشهارية كانت مثبتة فوق سطح أحد المقاهي المشهورة بساحة "ايت سوس" بأكادير والمسمى ب"لافونتين" ما تسبب في وقوع العديد من الخسائر المادية على مستوى واجهة المقهى المذكور والمخبزة المحاذية له. وحسب الشهود العيان الذين حضروا أطوار الواقعة فإنه في حدود الساعة السادسة وخمسة دقائق من مساءاً تفاجئ الجميع بسقوط لوحة إشهارية ضخمة "عشرة أمتار على خمسة" تروج لمنتوج "كوكا كولا زيرو" على جزء من واجهة مقهى "لافونتين" ما أدى إلى تطاير الزجاج وتحطم عدد من الإطارات الزجاجية، ولم تسلم من ذلك حتى الواجهة الزجاجية الخاصة بالمخبزة الكائنة بالطابق السفلي التي لحقتها أضرار بليغة كما تم إتلاف كميات عديدة من المعروضات التي تم تحضيرها بكميات كبيرة لمواكبة وثيرة الطلابيات المتزايدة بفعل حلول مناسبة عيد الأضحى. وفور علمها بالحادث تحركت السلطات المحلية ووحدات من الشرطة والوقاية المدنية إلى عين المكان بهدف تقديم المساعدات الضرورية المتعارف عليها في هذا الباب، غير أن ضيق الممر المؤدي إلى مكان سقوط اللوحة حال دون تمكن رجال الوقاية المدنية من إيصال تجهيزاتهم إلى عين المكان، حيث تم الاستنجاد بفرقة خاصة قامت بالتدخل لتحرير الجسم الضخم الذي ظل عالقا في أعلى واجهة المقهى والذي ظل يهدد حياة كل من كانوا يمرون بالمحاذاة من ساحة "ايت سوس" والتي تعتبر شريانا حيويا يربط مركز المدينة بعدد من الأحياء التي تعرف حركية دائمة. وقد تواصلت مجهودات فرق الإنقاذ على امتداد ستة ساعات كاملة إلى أن تمكنت من تحرير حطام اللوحة الإشهارية الضخمة وتفكيك أجزائها تفاديا لكل الاحتمالات الممكنة. هذا وقد أفاد مسؤول رفيع المستوى حينها على أنه تمت السيطرة على الوضع مشددا على كون مجمل الخسائر مادية ولم تسجل أية خسائر بشرية وقد عزت مصادرنا ذلك إلى كون غالبية الذين تعودوا ارتياد المقهى المذكور قد تفادوا الجلوس في الواجهة بسبب اضطراب الأحوال الجوية الناجم أساسا عن هبوب رياح قوية حيث فضل معظمهم الجلوس في الجزء الداخلي من المقهى، اللهم فتاة واحدة والتي نجت من موت محقق بأعجوبة بعد أن أصرت على الجلوس في الواجهة إلى أن النادل طلب منها الجلوس في الركن الداخلي للمقهى حيث رفض إحضار طلبيتها إلى المكان الذي كانت تجلس فيه والذي كان بالضبط هو موقع سقوط اللوحة، هذا وقد أعبرت الفتاة عن عظيم امتنانها للنادل الذي ساعدها بطريقة وبأخرى على النجاة من حادثة مروعة الله وحده كان يعلم بمدى تداعياتها. مثل تلك الحوادث السابقة، وما وقع خلال اليومين السابقين يطرح أكثر من علامة استفهام حول التدابير الوقائية التي تعتمدها الشركات المشتغلة في ميدان الدعاية والإعلانات بالشارع العام، إذ سرعان ما تبين خلال مناسبتين أن سكان المدينة يعيشون تحت رحمة لوحات "قاتلة" قد تهشم رؤوسهم في أية لحظة من اللحظات، الشيء الذي يستدعي من السلطات التشديد على مسألة معايير السلامة في منح مثل تلك الشركات للرخص استغلال الشارع العام وأسطح المنازل والعمارات تفاديا لمثل تلك الحوادث.