اشتكت ساكنة بعض الأحياء بالنّاظور، خاصة المحاذية للكورنيش، من انتشار البعوض الذي بات يقضّ مضجعها في عزّ الحجر الصحي المفروض، في إطار تدابير تطويق انتشار فيروس "كورونا" المستجدّ في البلاد. وتعرف أحياء بوعرورو وشعالة والفطواكي وترقاع وعاريض والنّاظور الجديد، هجوم جحافل البعوض النّاتج عن المياه الآسنة و"الوادي الحار"، الذي لا يزال يصبّ بعضه في عرض مياه بحيرة مارتشيكا. وتزداد معاناة السّاكنة بفعل تزايد أعداد هذه الحشرات الضّارة، بفعل ارتفاع درجة الحرارة بداية شهر ماي الجاري، التي تعلنُ قدومَ فصل صيف حارّ هذه السّنة. جمال التّركي، فاعل جمعوي وأحد سكان حيّ شعالة المتضرّر، قال "إننا جميعا متخوّفون من انتشار بعض الأمراض الناتجة عن تزايد أعداد البعوض الهائل خلال هذه الأيام" مشيرًا إلى أنّ "خطورة هذه الحشرات تكمن في كونها تقتات الدّمَ البشري، ما يمكن أن يسبّب نقلا للأمراض في ظلّ ما نعيشه من واقع انتشار فيروس "كورونا" المستجدّ." وطالب المتحدّث نفسه، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، السلطات العمومية والجماعات المحلية ب"العمل على إيجاد حلّ عاجل لهذا المشكل، والإسراع إلى رشّ المبيدات على البؤر الناتجة للبعوض لتطويق انتشاره في كافة أحياء المدينة المتضرّرة." من جهته، قال رشيد درغال، فاعل جمعوي بالنّاظور، إن "انتشار البعوض مشكل عويص ويفاقم من معاناة السّاكنة الملازمة لمنازلها في ظل الظروف الحالية التي تعيشها البلاد"، مؤكّدًا أن الأمر يقتضي تدخلا عاجلا لوضع حدّ لهذه المعاناة الحقيقية، مع ما قد يترتب عنها من مخاطر تناقل الأمراض." وأشار درغال إلى أن المسؤولين في جماعة النّاظور تعوّدوا كلّ سنة على رشّ المبيدات خلال فصل الرّبيع للقضاء على توالد البعوض؛ غير أن هذه السّنة، يردف المتحدّث، ربما يعود الأمر إلى بعض الأسباب السياسية المتعلقة بالتّدبير المحلّي، نظرا إلى غياب رئيس الجماعة العالق حاليا بمدينة مليلية غداة إغلاق الحدود. ودعا درغال، في ختام تصريحه، إلى ضرورة تشكيل لجنة خاصّة من قِبل السلطات المحلية، لتنظيم عمليات رش المبيدات على البؤر الناتجة للبعوض، لتخليص ساكنة أحياء النّاظور من هجوم هذه الحشرات التي يزداد أعدادها باستمرار، خاصّة وأن احتمالية نقلها لفيروس "كوفيد-19" ليس بالأمر المستبعد."