تزامن شهر رمضان الفضيل لهذا العام، مع أزمة صحية عالمية خطيرة، سببها وباء "كورونا" المستجد، إذ تسبب في تقييد حركة الشعوب عبر العالم وتوقف الحركة الاقتصادية، وغيّر الكثير من العادات والتقاليد التي تتميز بها الشعوب الإسلامية في هذا الشهر الكريم. كثيرة هي العادات والتقاليد الذي تُميز الشعب المغربي عن باقي شعوب العالم، خاصة في المناسبات الدينية (رمضان، عيد الأضحى، عيد الفطر، المولد النبوي)، لكن خلال هذه السنة ولظروف استثنائية، اختفى عدد من الطقوس والعادات التي تسبق حلول شهر رمضان في المغرب، وذلك راجع بالأساس إلى خطورة جائحة "كورونا" التي تسببت في إصابة أكثر من 4000 شخص بالمملكة. تختلف العادات والتقاليد الخاصة بشهر رمضان في المغرب من منطقة إلى أخرى، لكن الظروف الاستثنائية التي يعرفها العالم عموما، والمغرب خصوصا، بسبب تفشي وباء "كورونا"، وإعلان المغرب حالة الطوارئ الصحية وتقييد الحركة في البلاد، كلها عوامل جعلت العادات والتقاليد في "خبر كان"، بسبب فرض حظر التجول وبقاء المواطنين في منازلهم. رمضان في زمن "كورونا" تتميز تنغير ومعها مناطق الجنوب الشرقي بعادات وتقاليد متعددة في هذا الشهر المبارك، وهي العادات والتقاليد التي يغلفها حب أهلها وألفتهم ونقائهم في كل المناسبات الدينية، خاصة في شهر رمضان. "كيف تقضي ساكنة مدينة تنغير شهر رمضان في زمن كورونا؟"، سؤال طرحته جريدة هسبريس الإلكترونية على موسى أيت أحمد، فاعل جمعوي بالمدينة، الذي أجاب قائلا: "نعم ساكنة مدينة تنغير وساكنة الجنوب الشرقي عموما، لها طقوس وعادات خاصة بشهر رمضان، لكن لظروف استثنائية تم تعليق كل تلك العادات والطقوس هذا العام بسبب جائحة كورونا". وأضاف الجمعوي ذاته، في تصريح للجريدة، "في السنوات الماضية كنا نستقبل شهر رمضان بطقوس وعادات متوارثة عن الأجداد، ليس فقط لكونه شهرا دينيا وتعبديا، بل أيضا لما يضفيه على المجتمع من معاني الوحدة والتماسك، وما يبثه في النفوس من طمأنينة وسكينة وراحة البال". "في شهر رمضان الحالي، فقد المواطنين الكثير من العادات والتقاليد التي ورثوها أبا عن جد، بدءا من الزيارات العائلية والأقارب وصلة الرحم، نتيجة فرض حالة الطوارئ الصحية في البلاد بسبب تفشي وباء "كورونا" بشكل مخيف"، تقول بنصالح خديجة من ساكنة مدينة تنغير. وأكدت المتحدثة نفسها، في تصريح لهسبريس، أن شهر رمضان لهذا العام فقد أبرز ما يميزه من طقوس جماعية خاصة ما يتعلق بالعبادة، بعد قرار إغلاق المساجد من قبل السلطات، كإجراء وقائي لمواجهة تفشي "كورونا" في البلاد وبين العباد. وسائل التواصل تقرب بين الأسر والأقارب "في وقت تم فيه إغلاق المساجد ومنع إقامة صلاة التراويح، اقتصرت الطقوس الدينية على التعبد الفردي بين الأسر داخل بيوتها"، يقول جمال أدوش من سكان تنغير، موضحا: "رغم أن الإجراءات المتخذة لمواجهة تفشي وباء "كورونا" طالت العديد من التقاليد والعادات، التي تميز ساكنة تنغير والجنوب الشرقي عموما، فإن المواطنين أيدوا الخطوة، وكلهم أمل أن ينتهي الوباء في أسرع وقت ممكن وتعود الحياة إلى طبيعتها". "ما يميز ساكنة تنغير في شهر رمضان خاصة ما قبل كورونا، هو التلاحم الأسري والعائلي في هذا الشهر الفضيل"، يوضح المتحدث عينه، الذي أشار إلى أن "مائدة رمضان في السنوات الماضية كانت لا تحلو إلا باجتماع الأخوة والأخوات والأقارب"، لافتا إلى أن "هذه اللقاءات تقرب بين أفراد الأسر وتغسل النفوس من الخلافات والأحقاد المتراكمة". جمال أضاف، في حديثه لهسبريس، أن "جائحة فيروس "كورونا" لم تسبب فقط في تقييد حركة المواطنين، بل قيدت كذلك كل التقاليد والطقوس المتوارثة"، مبرزا "أن أهم ما قيدته هذه الجائحة هناك صلة الأرحام بين الأسر والعائلات والأقارب". وأردف المتحدث نفسه، أنه "نظرا إلى حالة الطوارئ الصحية ومنع التجول ليلا، وجد العديد من المواطنين وسائل التواصل وسيلة بديلة للتقرب من أسرهم وأحبابهم، رغم وجود فارق كبير بين التواصل المباشر والتواصل عبر التكنولوجية"، مستدركا: "لكن في زمن كورونا، فإن وسائل الاتصال لا يمكن الاستهانة بها، نظرا إلى الدور الهام الذي تلعبه في حياتنا".