قال وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت إن المغرب لم يعش مثل هذه المرحلة الصعبة التي لا يظن أننا سنعيش مثلها مستقبلا، مشيرا إلى أن هناك إكراهات، "لكن وسطها أمل لنخرج رابحين من هذه المعركة". وسجل لفتيت، الذي كان يتحدث اليوم الأربعاء خلال اجتماع لجنة الداخلية بمجلس النواب لدراسة مشروع القانون رقم 23.20 المتعلق بسن أحكام خاصة بحالة الطوارئ الصحية، أن جميع القرارات التي يتم اتخاذها تتم بتنسيق بين العمال ورؤساء الجماعات، وزاد: "مع قرار منع الخروج في ليالي رمضان تحولت قرارات إغلاق المحلات والأسواق من المحلي إلى الوطني، إذ يتم العمل حاليا من الساعة السابعة إلى الخامسة مساء". وزير الداخلية أكد بخصوص استفادة فاقدي الشغل أن "البعض استغل هذه الأزمة لمطالبة أرباب العمل بالحصول على ما قررته الدولة، رغبة منه في عدم العمل"، مؤكدا بخصوص المستفيدين من "إعانة راميد" أن "الإعانة ليست للفقراء أو الضعفاء، بل للذين فقدوا أنشطتهم ومداخيلهم بسبب فيروس كورونا". وشدد المسؤول الحكومي على أن "هذه الإعانات يجب أن توجه بشكل معقلن لمن يستحقها"، مشيرا إلى أن "هناك غير مستحقين استفادوا في حين أن بعض المستحقين لم يستفيدوا". ورغم ذلك، يرى وزير الداخلية أنه "لا يمكن القول باستفادة كبيرة لغير المستحقين، أو أن الذين يستحقون لم يستفيدوا"، مضيفا: "نحن نتحدث بصفة عامة عن عدد يصل إلى أربعة ملايين وثلاثمائة، وأن هذه الإعانة تظل مؤقتة وهدفها أن نتجاوز هذه المرحلة بالنسبة للذين كانوا يشتغلون وتوقفوا عن العمل". لفتيت أكد من جهة ثانية أن الوزارة تسعى إلى تنظيم الأسواق في هذه الفترة تجنبا للازدحام، موردا أن توقيف الأسواق الأسبوعية كان قرارا صعبا، لأن سكان البادية يتسوقون مرة في الأسبوع. وفي هذا الصدد أوضح لفتيت أنه لتجنب الإشكالات التي طرحت ظلت هذه الأسواق شبه مفتوحة تجنبا للازدحام طيلة الأسبوع، موضحا أن "المطلوب هو حل يضمن فتح الأسواق دون أن تشكل خطرا على صحة المواطنين". وحول التنقل بين المدن، يرى لفتيت أن التنقل الحضري تم التقليص منه واتخاذ عدد من الإجراءات لتجنب نقل العدوى، وخصوصا بالحافلات وسيارات الأجرة، مشيرا إلى أن منع التنقل بين المدن يهدف إلى وقف انتقال العدوى، وإلى أن عددا من الأقاليم إلى اليوم خالية من الفيروس بفضل الإجراءات الصارمة لمواجهة العدوى. وسجل لفتيت أن المنع جاء تدريجيا حتى لا يتم نقل العدوى، وأعطى دفعة قوية في مواجهة الوباء، مشيرا إلى أن "وقف النقل بين المدن جنبنا العديد المشاكل، في حين أنه لن يتم رفع المنع ضمن الإجراءات الأولية". وبخصوص تنقل الأشخاص اعتبر لفتيت أنه "لا أحد يريد التحكم في حرية تنقل المواطنين"، داعيا إلى "الصبر حتى لا يتم نقل العدوى بين المدن، لأن الوزارة قررت أن تكون هذه معركتها".