بعد حرب التصريحات الدبلوماسية بين الرباطوأمستردام، سمحت السلطات المغربية لنظيرتها الهولندية بإجلاء رعاياها العالقين بالمغرب، وضمنهم عشرات من المهاجرين المغاربة من مزدوجي الجنسية والحاصلين على أوراق الإقامة. وأوردت مصادر هسبريس أن طائرة هولندية أقلعت مساء اليوم الأحد على الساعة الثامنة من مطار محمد الخامس الدولي بالدار البيضاء في اتجاه مطار "شيفول" بأمستردام، وعلى متنها ما يقارب 300 هولندي ومغربي كانوا عالقين بالمملكة. ورخصت وزارة الخارجية المغربية للمغاربة مزدوجي الجنسية والمقيمين في الديار الهولندية بالسفر على متن الطائرة نفسها بالنسبة للأشخاص الذين لديهم أسباب مقبولة، وفق معايير مهنية وعائلية وصحية، إذ غادر عشرات المهاجرين المغاربة المنحدرين من منطقة الريف على متن الرحلة الجوية ذاتها. وقال وزير الخارجية الهولندي، ستيف بلوك: "إنها بشرى سارة.. الرحلة الأولى من المغرب لإجلاء الذين تقطعت بهم السبل بعد إغلاق الحدود في طريقها الآن إلى هولندا"، مضيفا في حسابه على موقع تويتر: "شكرا للسلطات المغربية على التعاون. نواصل العمل لضمان عودة المسافرين الآخرين إلى منازلهم بأمان". وكانت السلطات الهولندية كشفت أن حوالي 3000 هولندي مازالوا عالقين بالمغرب منذ إغلاق المملكة حدودها، لكن عملية ترحيلهم عرفت بعض المشاكل بعد رفض الرباط الوصاية التي مارستها أمستردام على المغاربة مزدوجي الجنسية". وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، رد على الوصاية الهولندية بتأكيده أن المغرب يرفض "الانتهازية السياسية" لدولة أوروبية (يقصد هولندا) بشأن ملف ترحيل المغاربة الحاملين لجنسية مزدوجة، في سياق أزمة فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19). وقال بوريطة في تصريح سابق إن "المغربي في بلده يتمتع بكافة الحقوق ويتحمل جميع الواجبات كما هو الحال بالنسبة لجل المواطنين؛ وهو ليس بحاجة لرعاية أو وصاية سفارة بلد آخر"، وذكر، في هذا السياق، أن المغرب لا يعارض مبدأ عودة مواطنيه من ذوي الجنسية المزدوجة إلى بلدان الإقامة بسبب روابط مهنية أو اعتبارات أسرية أو صحية، بعيدا عن كل خلفية سياسوية. وسجل الوزير أنه "إذا كانت بلجيكا قد انخرطت في هذا المنطق، فإن هولندا كان لها منذ البداية موقف مخالف وتمييزي تجاه المغاربة الحاملين للجنسية المزدوجة، قبل أن تطرح نفسها كمدافعة عن حقوقهم لدى الدولة المغربية"، وأوضح أن هولندا لم تبد أي اهتمام بالمغاربة الحاملين للجنسية المزدوجة، خاصة منهم المقيمون بشمال المغرب، إلا بعد أن نظمت حوالي 30 رحلة لإجلاء رعاياها.