خلافاً للمعطيات الصادرة عن السلطات الهولندية والبلجيكية، فضح ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي والمغاربة المقيمين بالخارج، التمييز الذي تعاملت به دولتا هولنداوبلجيكا خلال عملية إجلاء رعاياهما من المغرب. وقدم وزير الخارجية، خلال اجتماع لجنة الخارجية والدفاع الوطني والأوقاف والشؤون الإسلامية بمجلس النواب، الخميس، معطيات مثيرة بخصوص التمييز الذي طال المغاربة ذوي الجنسيتين البلجيكية والهولندية. ووفق معطيات رسمية حصلت عليها هسبريس، فقد نظمت هولندا 36 رحلة لإجلاء رعاياها من المغرب، من ضمنها 25 رحلة خصصتها فقط للهولنديين الأصليين ولم يكن ضمنهم أي شخص من أصول مغربية، أو من يسمون مزدوجي الجنسية. وكذلك هو الحال بالنسبة ل 42 رحلة أولى قامت بها بلجيكا، لم تقم فيها بترحيل أي بلجيكي من أصل مغربي. وأكد وزير الخارجية خلال الاجتماع المغلق، وفق مصادر هسبريس، أن السلطات المغربية لم يسبق لها أن رفضت أي طلب لعودة مغربي له ارتباط بهولندا بغض النظر عن توفره على الجنسية الأجنبية. وأضافت المصادر ذاتها أن هولندا بعد ترحيل رعاياها من المملكة، طلبت من المغرب السماح لها بتنظيم رحلة خاصة لإجلاء مغاربة من حاملي الجنسية الهولندية انطلاقا من مدن طنجة والحسيمة والناظور، أي المناطق الريفية أساسا. ونظمت الدول الأجنبية أزيد من 500 رحلة إجلاء لرعاياها من المغرب بحوالي 80 ألف شخص؛ منها 68 رحلة لألمانيا، و180 رحلة لفرنسا، و52 رحلة لبلجيكا، و36 رحلة لهولندا، و9 رحلات لإيطاليا، بالإضافة إلى رحلات لدول أخرى. وكشفت مصادر مسؤولة لهسبريس أن "جميع الدول لم يقع معها أي مشكل بخصوص ما يسمى بمزدوجي الجنسية أو الحاملين لأوراق الإقامة أو الذين تربطهم علاقات بدول المهجر، باستثناء دولتين هما بلجيكاوهولندا، لأنهما تعاملتا مع الموضوع بخلفية سياسية رفضتها المملكة بشكل قاطع". ورفضت الدبلوماسية المغربية المقاربة التي طرحتها هولنداوبلجيكا بخصوص إجلاء المواطنين المغاربة العالقين بالمملكة من حاملي الجنسية الأجنبية، وقال مصدر مسؤول لهسبريس إن "المغربي لا يحتاج إلى رعاية دولة أجنبية ولا يمكن أن نقبل بمفهوم مزدوجي الجنسية في بلادنا". وأوردت المصادر ذاتها أن "أمستردام بالخصوص وضعت هذا الموضوع تحت شعار مزدوجي الجنسية للدفاع عن المغاربة من الجنسية الهولندية، وهو نقاش سياسي نرفضه، لأنه في الأصل نحن لم نرفض أن يغادر أي شخص إذا كانت الشروط تستدعي ذلك، وهي معايير مهنية وعائلية وصحية، الأمر الذي فهمته بلجيكا في النهاية لكن هولندا مصممة على موقفها". وأكد بوريطة خلال اجتماعه بأعضاء لجنة الخارجية، وفق مصادر برلمانية، أن "المغرب لا مشاكل له مع هاتين الدولتين، لكنه يرفض التعامل بمنطق سياسي في موضوع الإجلاء". وكان وزيرا خارجية هولنداوبلجيكا حملا المغرب مسؤولية عدم السماح للمغاربة مزدوجي الجنسية بمغادرة المملكة.