يغيب كيم جونغ أون، زعيم كوريا الشمالية، عن الظهور العلني منذ 15 يوما في ظل روايات متناقضة حول وضعه الصحي؛ بينما تبدو الأوضاع طبيعية في بيونغ يانغ، وفقا لمصادر كورية جنوبية. ويعد كيم ذو ال36 عاما، المدخن الشره والذي يعاني من مشكلات صحية قديمة وفقا لمصادر مختلفة، هدفا لأنباء وشائعات عديدة وحتى حول احتمال وفاته مع شكوك حول وضعه الصحي الحقيقي. وكان آخر ظهور علني لزعيم كوريا الشمالية في ال11 من الشهر الجاري عندما ترأس اجتماعا للمكتب السياسي لحزب العمال. ويعزز عدم معرفة وضعه الصحي الشكوك باحتمال خضوعه لتدخل جراحي مؤخرا، والذي أسفر عن مضاعفات صحية بعد ذلك. وتقوم وكالة أنباء كوريا الشمالية الرسمية، المعنية بتغطية أنشطة الزعيم الكوري الشمالية، هذه الأيام بإعادة رسائل أرسلها أو تلقاها من سياسيين من دول أخرى. وذكرت الإذاعة الوطنية أيضا، اليوم الأحد، أن كيم بعث بتهانيه الأحد إلى عمال في مدينة سامغيون دون مزيد من التفاصيل. ولم تنشر أي صورة لزعيم كوريا الشمالية منذ 15 يوما، سواء أثناء تفقد منشآت مدنية أو عسكرية أو حضور تجارب باليستية، التي يعتاد على قيادتها. وفي الواقع، فقد غاب كيم جونغ أون عن أحدث التجارب التي أجريت في ال14 من الشهر الجاري عندما أطلقت كوريا الشمالية صواريخ كروز عديدة على مياه بحر اليابان. كما تغيب أيضا في ال15 من الشهر الجاري عن الاحتفالات بميلاد كين إيل سونغ (1912-1994)، مؤسس البلاد وجده؛ وهو ما عزز الشكوك حوله. ولا تعد هذه المرة الأولى التي يختفى فيها زعيم كوريا الشمالية، حيث تغيب في عام 2014 عن الأضواء خلال 40 يوما وعاود الظهور بعد إجراء عملية في القدم، وفقا لأجهزة الاستخبارات الكورية الجنوبية. ونشر "38 نورث"، الموقع الإلكتروني المتخصص في شؤون كوريا الشمالية، في الساعات الأخيرة، صورا التقطت عبر الأقمار الصناعية ما بين ال21 وال23 من الشهر الجاري تظهر القطار الذي عادة ما يستقله الزعيم الكوري الشمالي في محطة بلدة وونسان. وكشف الموقع أن المحطة التي توقف فيها القطار ليست لاستخدام العامة بل مخصصة للزعيم الكوري الشمالي. وتفاقمت الشكوك حول الوضع الصحي للزعيم الكوري الشمالي عندما أعلنت شبكة "سي إن إن" الأمريكية في ال21 من الشهر الجاري أنه وفقا لمصادر لم تحددها، فإن كيم جونغ أون كان في "وضع خطر للغاية" بعد عملية جراحية. لكن أجهزة الاستخبارات في كوريا الجنوبية أوضحت، بعدها بيومين، أنها لم تلاحظ "أي وضع غير طبيعي" في كوريا الشمالية في ظل التكهنات حول الوضع الصحي لكيم جونغ أون. ووصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في اليوم نفسه أنباء شبكة "سي إن إن" ب"الخاطئة". وقال ترامب: "أعتقد أن هذا النبأ غير صحيح. المقال الذي أعدته قناة- دون ذكر سي إن إن- كان غير صحيح. قالوا لي إنهم استخدموا وثائق مزيفة". لكن التكهنات لا تزال مستمرة وحتى في وسائل إعلام غير موثوق فيها، حيث أكدت مصادر مجهولة أن زعيم كوريا الشمالية توفي مثل موقع (هونغ كونغ) أو أنه في حالة "موت دماغي" كما أكدت مجلة يابانية. ولا تقتصر التكهنات فقط على الوضع الصحي لزعيم كوريا الشمالية؛ لكنها تمتد إلى احتمال إجراء كوريا الشمالية تجربة باليستية جديدة في الساعات المقبلة، وفقا لصحيفة "دونغ ايه البو" الكورية الجنوبية. وفي حال إجرائها، ستعد هذه المناسبة التي يحتمل أن يظهر فيها كيم جونغ أون لإظهار أنه على قيد الحياة وتفنيد بذلك الروايات المتناقضة حول وضعه الصحي.