تسارع الأسر المغربية وتسابق الزمن للاستعداد لشهر رمضان في سلوكيات ومظاهر احتفالية تتكرر كل سنة بهذه المناسبة الدينية التي ما يزال المغاربة يتعاملون معها بكثير من الاحترام والاستعداد القبلي؛ غير أن رمضان هذا العام ليس كسابقه في ظل جائحة كورونا. ويزداد الضغط على الأسر المغربية ومعها التلاميذ في هذه الفترة التي تزامنت مع حالة الطوارئ الصحية وما أفرزته من ظواهر ومخلفات، لعل أبرزها استمرار التعليم عن بعد في خطوة تروم تأمين الزمن المدرسي وتوفير مواد رقمية لفائدة المتعلمين. وحتى إن تباينت نسبة استفادة تلاميذ العالم القروي مقارنة بنظائرهم بالمدن من الطريقة التي اعتمدتها وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي والبحث العلمي لعدة اعتبارات، فإن استمرار التدريس عن بعد أضحى مشكلا يثير قلق غالبية المتدخلين في المنظومة التربوية. في هذا السياق، دعا الطيب حمضي، طبيب رئيس النقابة الوطنية للطب العام بالمغرب، إلى ضرورة إقرار عطلة مدرسية للتلاميذ والأسر وللأطر التربوية بصفة مستعجلة، رحمة بهذه الفئات وتجنبا لزيادة ضغط نفسي ومشاكل أسرية. وأضاف الطبيب ذاته أن استمرار "التعليم عن بعد" دون توقف في ظل جائحة فيروس كورونا والحجر الصحي، الذي أملته حالة الطوارئ، يزيد من تعقيد وعبء ظروف التحصيل المعرفي، ويتسبب في إرهاق المعلم والأستاذ والمتعلمين وإثقال كاهل ذويهم. ويرى الدكتور حمضي أن توزيع لائحة العطل هذه السنة عرف خطأ غير مفهوم منذ البداية؛ فالبرمجة قضت بإقرار عطلة في منتصف السنة مدتها أسبوع، وعطلة من أسبوعين في شهر أبريل، عكس ما كان سائدا في السنوات الدراسية السابقة. وأكد المتحدث ذاته، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن من شأن هذه العطلة تجديد الطاقات وإراحة المتعلمين والأساتذة، وتخفيف العبء عن الآباء والأمهات وأولياء الأمور، الذين نال منهم التعب بسبب موسم دراسي طويل بدون عطلة حقيقية في منتصف الموسم الدراسي، "خاصة مع أجواء وظروف التعلم عن بعد الصعبة، التي يغلب عليها الطابع اللاتربوي، الله غالب، لنترك التقييم فيما بعد"، يقول حمضي. وأوضح المصدر ذاته أن الأسر تعيش ضغطا نفسيا رهيبا بمختلف أشكاله؛ فالحجر الصحي من جهة، والاستعداد لشهر رمضان في ظروف استثنائية من جهة أخرى، زادا طين طريقة التعلم بلة، داعيا إلى مراعاة هذا الوضع لتخفيف الضغط والإرهاق النفسي على الأطفال والتلاميذ والأسر. وشدد الطبيب نفسه على أن "إقرار عطلة مدرسية مستعجلة أضحى ضرورة ملحة الآن، أو على الأقل الاكتفاء بالعمل الحر وتدبير الأسر لعملية التعلم خلال مدة معينة بما يتناسب وجدولها الزمني، لتتنفس وتستعد لشهر رمضان في ظروف أقل ضغطا مما هي عليه اليوم"، على حد تعبير الدكتور حمضي.