بعد إطلاق وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي برنامجا لدعم البحث العلمي والتكنولوجي المُتعلق بفيروس كورونا المستجد بغلاف مالي قدره 10 ملايين درهم، أي ما يُعادل مليار سنتيم، يُسارع عدد من الباحثين المغاربة إلى تطوير برامج وأفكار تساعد الدولة على إيجاد الحلول والمساهمة في تدبير الوضع الوبائي. باحثون مغاربة بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء قدموا مشروع بحث علمي لدى المركز الوطني للبحث العلمي والتقني، وهو الجهة التي تشرف على قبول أو رفض مشاريع أبحاث "كورونا". وسيتم الأخذ بعين الاعتبار في التقييم الانعكاسات العلمية والاقتصادية والاجتماعية المحتملة للنتائج المتوقعة من المشروع، من مخرجات وبراءات اختراع وإنتاج علمي مفهرس، إضافة إلى معيار الإنتاج العلمي السابق لفريق المشروع. وقال توفيق فشتالي، الخبير في علم الأعصاب وعلم الأحياء المعلوماتي، والمشرف على مشروع البحث بجامعة الحسن الثاني، إن الهدف من المشروع العلمي تطوير نظام معلوماتي توقعي للأماكن التي يمكن أن تشهد انتشارا لفيروس كورونا في المغرب، حتى يتسنى للسلطات المغربية عزلها وحصار الفيروس. وأضاف الأستاذ فشتالي، في تصريح لهسبريس، أن "المشروع العلمي يعتمد على قاعدة بيانات ودراسات جينية تحدد المناطق الأكثر توقعاً لتسجيل "كوفيد 19" من خلال الاعتماد على معايير اجتماعية واقتصادية حسب خصوصيات كل منطقة على حدة". ويهدف مشروع البحث، وفق المصدر ذاته، إلى عزل المناطق والأحياء التي ينتشر فيها الفيروس عوض استمرار فرض الحجر الصحي ما بعد شهر رمضان، مشيرا إلى أن هذا النظام يضع عراقيل أمام انتشار الفيروس انطلاقا من المواقع المحددة عوض محاصرة بلاد بأكملها. وينطلق الخبير في علم الأعصاب وعلم الأحياء المعلوماتي من تجارب دولية مقارنة، موردا أن "بعض الدول من قبيل فرنسا والصين فرضت حجرا صحيا على الجميع، لكن ذلك كانت له تأثيرات اجتماعية واقتصادية كبيرة، بينما الإستراتيجية الكورية ركزت على إجراء أكبر عدد من التحاليل المخبرية على المواطنين لعزل المصابين بالفيروس عوض عزل المجتمع، وهذا الأمر يتطلب إمكانيات مادية وبشرية كبيرة غير متاحة حاليا في المغرب". وأمام هذه التجارب الدولية، يقترح مشروع البحث هذا النظام المعلوماتي التوقعي لتطويق دائرة المصابين بفيروس "كوفيد 19". ويضم الفريق العلمي أساتذة وخبراء في المعلوميات وأطباء متخصصين، مع التعاون مع مختبرات دولية أجنبية. ويرتقب أن تعلن وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي مشاريع البحث العلمي المقبولة من قبل اللجان العلمية، والتي يجب أن تركز على الإجابة عن تساؤلات عديدة؛ من بينها: كيف يمكن تحليل انتشار وباء كورونا "كوفيد 19" والإحاطة بمختلف أبعاده في المغرب؟ وما هي التوصيات المناسبة لتدبير الفترة الانتقالية والكفيلة بتمكين البلاد من الرجوع إلى الوضع الطبيعي؟ إضافة إلى الدروس المستفادة من هذا الوباء والتدابير الوقائية المتعين اتخاذها مستقبلاً.