أكد عدد من الخبراء بأن كابوس فيروس “كورونا” سيبدأ في التراجع تدريجيا مع حلول فصل الصيف وارتفاع درجة الحرارة، في انتظار التوصل للقاح خاص به في النصف الثاني من السنة الجارية، وفي مقدمة هؤلاء البروفيسور الفرنسي المعروف “ديدييه راؤول”، والذي أكد أن كابوس الجائحة سينتهي مع نهاية فصل الربيع مستندا للانخفاض التدريجي لنسبة الإصابات بفيروس كورونا في مدينته مارسيليا، واستقرار المؤشرات الوبائية التي انتقلت من 368 حالة جديدة في اليوم، إلى نحو 60 إلى 80 حالة جديدة في اليوم حاليا، مع تشديده على ضرورة مواصلة التعامل مع هذا الوباء بحذر، مع اعتماد الكشف والتحليل والحجر الصحي لتجنب المزيد من الوفيات. مصطفى الناجي مدير مختبر الفيروسات بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، والأخصائي في علم الفيروسات، وفي تصريح في ل”أخبار اليوم”، ساند طرح الباحث الفرنسي ومن معه، حيث أكد أن العلاقة بين الفيروس وارتفاع الحرارة ثابتة علميا وأزلية، مشددا على أن درجة الحرارة “تقضي على الفيروس وتحد من انتشاره، وهو ما يمكن اعتباره “حقيقة حتى يثبت العكس”، مشيرا إلى أن المناطق ذات المناخ المعتدل والبارد هي الأكثر تأثرا بتفشي كورونا فيروس وتليها المناطق القاحلة، فيما المناطق المدارية، والتي يتموقع فيها المغرب تبقى الأقل إصابة بالفيروس... ما يعني أن جغرافية المغرب قد تساعده في التخلص من هذا الفيروس، والحد من انتشاره، إلى جانب علاقة الفيروس، أيضا، بسرعة الرياح، فإذا كانت الرياح قوية الفيروس ينتشر أكثر، والعكس تماما ما يحدث”. ولفت الأخصائي في علم الفيروسات إلى أن ما يميز كورونا فيروس، أيضا، هو انتماؤه إلى طائفة من الفيروسات تسمى الفيروسات المغلّفة، بمعنى أنها مغطاة بغشاء خارجي دهني، يعرف باسم الطبقة الدهنية المزدوجة، وتبرز منها نتوءات من البروتينات على شكل تاج، ولهذا سميت بالفيروسات التاجية أو كورون، وهي التي تساعده على الانتشار”. الناجي، وفي التصريح ذاته، أوضح أن هذه الفيروسات المغلّفة التي ينتمي إليها فيروس كوفيد 19 يجعلها أكثر تأثرا بالحرارة، مقارنة بغيرها من الفيروسات غير المغلفة، فهذه الطبقة الدهنية المحيطة بها تتجمد في الطقس البارد وتبقيها حية، إذ تتحول إلى ما يشبه المطاط لتحمي الفيروس لوقت أطول عندما يكون خارج الجسم أو الخلية، ولهذا تستجيب معظم الفيروسات المغلفة للتغيرات الموسمية، تماما كما البيضة التي تكون سائلة في الظروف العادية أو الطقس العادي، ولكن في الحرارة تكون صلبة، وهذا تماما ما يحدث لهذه البروتينات الخاصة بكورونا فيروس، لكن بالعكس، كلما انخفضت درجت الحرارة أو كانت معتدلة، كلما بقي الفيروس حيا”. وتابع الناجي: “وهذا الفيروس يمكن أن يبقى حيا في الطبيعة إذا ما هُيئت له الظروف الممكنة، كما من الممكن أن يبقىinactif ، أي تلاشي المكونات البروتينية التي لا تسمح له باقتحام الخلايا”، مضيفا: “ما يمكن الجزم به، حاليا، وبمنطق طبي وعلمي، هو أن هذه البروتينات أو الغشاء المحيط بكورونا فيروس يذوب في فصل الصيف، وعندما يحدث ذلك تنشأ ثقوب في وسط الفيروس، ومن ثم تجعل الكائن المحيط بالفيروس يتسرب إلى داخله، ثم يحطمه الحمض النووي ويموت”. ويتوقع الأخصائي أن يكون ال 5 من ماي المقبل، موعدا مع بداية التغيير، معتبرا أن أبريل يعرف تقلبات جوية بين الاعتدال والسخونة، لكن غالبا ما ترتفع درجة الحرارة مع بداية ماي، والتي من شأنها أن تساعد على الحد من انتشار الفيروس، واستقرار المنحنى الوبائي ببلدنا، خاصة وأن الأمور تحت السيطرة باستقرار المؤشر r0 الخاص بالعدوى، والذي يصل إلى 2.5 حاليا، أي إن كل شخص من المفترض أن ينقل العدوى ل 3 أشخاص، لكن إلى حدود اليوم، العدد قليل جدا، وإلا فإن معدل الإصابات كان يفترض أن يكون 6600 حالة أو 18 ألف حالة مع مرور الوقت، ولكن نحن نعول على انخفاض نسبة الإصابات واستقرار المنحنى الوبائي. وشدد الناجي في حديثه ل”أخبار اليوم” على أنه، وبالرغم من هذا الأمل العلمي في التخلص من كوفيد 19، إلا أنه من اللازم احترام قواعد الحجر الطبي والتباعد الاجتماعي، مع الحرص على النظافة والالتزام بكافة التدابير، خاصة وأن الفيروس لا يملك جواز سفر ولا يفرق بين الأشخاص أو الجنسيات أو الأديان، بل يستغل كل فرصة متاحة لينتقل إلى جسم الإنسان ويفتك به.