بينما تعيش العديد من المناطق حالة الطوارئ الصحية وتخوض فيها السلطات المحلية والأمنية "معارك" لفرضها حماية للمواطنين والمواطنات من تداعيات فيروس كورونا المستجد الذي يهدد العالم، تبدو الأوضاع في مناطق أخرى، على غرار مدينة المحمدية، عادية. وإذا كانت "مدينة الزهور" قد عرفت تسجيل 12 إصابة مؤكدة بفيروس كورونا المستجد، فإن الطوارئ الصحية تبدو غير مطبقة فيها بالشكل المطلوب، وهو ما يثير استياء وغضب عدد من الفاعلين الذين يتخوفون من أن يصير الوضع أكثر سوءا، لا سيما وأن المدينة صغيرة المساحة. ويظهر بشكل جلي، خلال القيام بجولة في المدينة، أن الوضع عادٍ جدا، حيث يتنقل المواطنون بكل أريحية في ظل شبه غياب للسلطات الموكول لها مراقبة والحرص على تطبيق التعليمات الصادرة عن الجهات الحكومية. وما تزال سيارات الأجرة الصغيرة تشتغل بالطريقة نفسها التي كانت عليها قبل الإعلان عن حالة الطوارئ الصحية، رغم تقلص عددها، حيث تجوب الشوارع بحثا عن الركاب، خصوصا في تجاه مركز المدينة. وتعرف سيارات الأجرة إقبالا عليها من طرف العاملات والعمال في بعض المصانع التي لم توقف إنتاجها، إلى جانب المستخدمين بمراكز النداء، على الرغم من كون نقابيين سبق لهم التحذير من التداعيات الخطيرة التي قد تنجم عن ذلك. وتشهد العديد من الأحياء عدم امتثال المواطنين للتعليمات الصادرة عن السلطات الحكومية وعدم التزامهم بالحجر الصحي، خصوصا بعض الأحياء الشعبية التي ما يزال سكانها يتنقلون بشكل يومي حتى ولو لأمور غير استعجالية وضرورية. وبينما تحاول السلطات بالمدينة، من خلال ترويجها شريط فيديو تم تصويره بواسطة طائرات مسيرة عن بعد "درون"، إظهار أن "فضالة" تعيش صمتا وفراغا في شوارعها بسبب تطبيق حالة الطوارئ، إلا أن الواقع يقول عكس ذلك، لا سيما في عدد من الأحياء الشعبية. ويطالب فاعلون بالمدينة السلطات المحلية بالقيام بحملات تحسيسية وتوعوية بضرورة الالتزام بالحجر الصحي في واضحة النهار، حيث يكون المواطنون يتجولون في الشوارع، بدلا من الحملات التي تتم في الفترة المسائية حيث يكون السكان قد ولجوا منازلهم. ويسود التخوف في مدينة "فضالة" من انتشار الفيروس في أحيائها، خصوصا مع تسجيل 12 حالة على مستوى المدينة، ناهيك عن حالات أخرى تم تسجيلها على مستوى الجماعات التابعة لعمالة الإقليم، ما يفرض ضرورة تطبيق التعليمات الصادرة عن السلطات الحكومية بزجر مخالفي حالة الطوارئ.