مشهد اجتمعت فيه كل المشاعر والأحاسيس. زغاريد، وهتافات الفرح، ممزوجة بدموع الغِبطة والسرور، وسط ترديد النشيد الوطني، هكذا كان الوضع أمام مصحة أنوال بالدار البيضاء، ظهر اليوم الأربعاء، خلال الإعلان عن شفاء أربعة أشخاص من فيروس كورونا. لم يتمالك أحد من الأطقم الطبية والتمريضية والإدارية، ولا أسر المصابين بفيروس كورونا أنفسهم، وهم يَرَوْن هؤلاء المتعافين يغادرون بوابة المصحة إعلانا عن شفائهم وانتصارهم على هذا الوباء الذي يجتاح دول العالم منذ مدة وتسبب في قتل الآلاف بمختلف بلدان المعمور. كان الأشخاص الأربعة، أب وابنته وسيدة ورجل، قبل مغادرتهم المصحة المذكورة، يستقبلون التهاني تحت التصفيق من طرف الأطر وعدد من الصحافيين الذين حضروا هذا الحدث، بينما دموع الفرح بالشفاء كانت سيدة الموقف. ولَم يجد أحد المتماثلين للشفاء من هذا الفيروس الخطير، وهو يركب سيارة الإسعاف ويغادر المصحة، ما يقوله غير دعوته إلى المواطنين المغاربة بالمكوث في منازلهم وتفادي الخروج في هذه الظروف الصعبة التي قد تتسبب في إصابتهم بالفيروس. وقال في هذا الصدد: "على الناس أن يلزموا منازلهم، هذا جند من جنود الله التي بعثها لنا لنعود إلى ديننا الذي ابتعدنا عنه"، قبل أن يختم كلامه موجها طلبه إلى الله بشفاء جميع المرضى المصابين بهذا الوباء. من جهته، أكد الدكتور الحسن التازي أن الأطقم الطبية المغربية تسهر بشكل كبير على صحة المصابين بفيروس كورونا داخل المصحة، ويعملون جاهدين على مواجهة هذا الوباء، مشيرا إلى أن المجهودات المبذولة مكنت من شفاء هذه الحالات ومغادرتها المصحة. ولفت التازي إلى أن حالات أخرى أجريت لها التحاليل المخبرية الأولى وجاءت سلبية، وينتظر إجراء تحاليل ثانية حتى يتبين زوال الفيروس منها، "وسنعلن عن ذلك في حينه، ونفرح معهم كما فرحنا بتماثل هؤلاء المرضى للشفاء". بدوره، عبر الطبيب محمد العفسي عن سعادته بشفاء هؤلاء قائلا: "الحمد لله، فرحنا جميعا بكون المرضى الأربعة الذين كانوا يتلقون علاجاتهم بالمصحة قد تماثلوا للشفاء، وهذا أمر مفرح، ويجعلنا نجتهد أكثر". وأضاف الطبيب المذكور: "الحالات التي غادرت كانت قد قضت حوالي عشرة أيّام، واتبعوا التعليمات الصحية، وقمنا بالمراقبة الطبية لهم خلال هذه المدة، حيث أجرينا التحاليل المخبرية قبل يومين وكانت سلبية. وبعد 24 ساعة، قمنا بإعادتها والتي جاءت بدورها سلبية؛ وهو ما جعلنا نؤكد أنهم تماثلوا للشفاء". وأشار الطبيب المذكور إلى أن "الحالات التي لا تزال تتابع علاجها، وضعيتها مستقرة، باستثناء حالة توجد في العناية المركزة، وننتظر معرفة ما إن كان الفيروس متواجدا، وهذا يتطلب بعض الوقت بحسب جسم كل واحد منهم ومناعته".