جدية انتشار فيروس كورونا عبر العالم لا تمنع من حدة النقاش داخل المجتمع الكندي حول سبل الوقاية والشفاء منه، فأمام جهود طبية ومختبرية مضنية لتخليص العالم من الوباء اللعين، تتنامى حركات ترفض العلاج باللقاح، وتعتبره تجارة طبية. الموقع الإلكتروني لراديو كندا الدولي رصد هذا النقاش وسط المجتمع الكندي، خصوصا أن بعضا من الكنديين يصرون بشكل قاطع على عدم استعمال اللقاحات في سياق فيروس كورونا، وهو ما من شأنه فتح نقاشات سياسية واجتماعية بالبلاد. ليسا باكارد، إحدى المواطنات الكنديات اللواتي يرفضن استعمال اللقاحات، تقول إن لها تجارب كثيرة مع أمراض عدة استعملت لردعها لقاحات طبية، لكن دون جدوى، مقرة بأنها لن تستعمل اللقاح في حالة طرحه في الأسواق. وتضيف باكارد، في حديثها مع راديو كندا، أن المصابين بفيروس كورونا سرعان ما يتوفون، وهو ما يثبت عدم نجاعة اللقاح بأي شكل من الأشكال، مطالبة بتحسين مناعة الشعب الكندي بشكل يتيح له مقاومة مختلف الأمراض مستقبلا. وتقترح المتحدثة النموذج السويدي على الحكومات الكندية، فإلى حدود اللحظة لم تفعل السويد نظام الحجر الصحي، وتترك المجتمع يتعايش مع الفيروس، إلى حين اكتساب مناعة ضده، وهو ما يؤكد الحاجة إلى تطبيق نظام صحي عالي المستوى. بدوره تيد كونتس، قائد مجموعة ترفض العلاج باللقاحات داخل كندا، يشدد على أنه يرفض تماما التعاطي لهذه اللقاحات، خصوصا في علاقتها بفيروس كورونا، مسجلا أن أي إجبار للكنديين على العكس هو انتهاك للحريات الفردية. من جهته، تيم كولفيلد، أستاذ القانون والصحة العامة بجامعة ألبيرتا، قلل من أهمية هذه الحركات داخل المجتمعات الكندية، خصوصا أن روادها لم يعايشوا الأوبئة التي تقتضي العلاج باللقاح مثل الملاريا وغيرها، وذلك ما يجعلهم لا يعيرون اللقاح أهمية. وأشار كولفيلد إلى أنه بمجرد تدهور الأوضاع نتيجة تفشي فيروس كورونا سيلجأ الجميع إلى اللقاح كحل فعال ونهائي، مؤكدا أن نسبة رافضي اللقاحات لا تتجاوز خمسة في المائة داخل المجتمع الكندي؛ فيما الأغلبية تساند فكرة إيجاد لقاح. وأردف المتحدث بأن العالم بأسره يشتغل من أجل إيجاد لقاح يوقف انتشار كوفيد، وبالتالي مستقبلا لن يجد هؤلاء أي دعامة أو سند حقيقي للمطالبة بوقف تصنيع اللقاح، مشددا على أن الوضع الحالي يبرز بالملموس أهمية اللقاح من أجل العلاج.