أكثر من أيّ وقت مضى، صارت مواقع التواصل الاجتماعي مكانا للقاء النّاس وتبادل آرائهم وكثير من تفاصيل معيشهم اليومي بعد فرض الحجر المنزلي، وقاية من زيادة انتشار جائحة فيروس "كورونا" المستجدّ في مجموعة من دول العالم من بينها المغرب. ومن بين الحملات الرقمية التي جمعت فئات مختلفة من المجتمع المغربي في أيام الحَجر الماضية ما ضمّه هاشتاغ "عندي مانقول"، أي "لديَّ ما أقوله"، الذي شوركت فيه فيديوهات تدعو للالتزام ب"الحجر المنزلي" من أجل مصلحة الوطن، وضرورة اهتمام الأفراد بأنفسهم وأسرهم، ومراجعة ذواتهم، وتعبّر عن رؤى حول مستقبل الأزمة واستشراف ما ستغيّره في رؤى وعادات النّاس. ولا تتجاوز مدّة جلّ الفيديوهات المشارَكَة 15 ثانية، وتجمع مواطنين من مختلف الفئات العمرية، على "الإيجابية" واستشراف مستقبل أفضل، والوعي بأنّ هذه "فترة وتمضي" بتضافر الجهود اليوم عبر الالتزام المسؤول بإجراءات السلامة، والمكوث في البيوت، حفاظا على البلاد وحياة أفرادها وأحبائهم، حتى "نحيا من جديد". وقال مراد الدهدوه، من المسؤولين عن المبادرة، إنّ هذه الحملة انطلقت منذ بداية الحجر الصحي، من شمال المغرب في مدن تطوان، وطنجة، ووزان، والقصر الكبير، للبحث عن مجموعة صغيرة عن "الطاقات الإيجابية". وانتشرت هذه الحملة، حَسبَ تصريح المتحدّث لجريدة هسبريس الإلكترونية، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، التي صارت الوسيط الوحيد بين الناس الماكثين في منازلهم، فعبّأ الشباب بعضهم ب"طَاقات إيجابية"، وحاولوا "إيصال رسائل" خلال فترة الحجر. ويزيد المتحدّث أنّ العديدين تفاعلوا مع هذه الحملة، فأرسل مجموعة من الأشخاص فيديوهاتهم، من شخصيات اجتماعية أو مواطنين، بهدف واحد هو: أن يتفاءل الناس. ويرى الدهدوه أنّ التفاعل كان جيدا جدا لحدود الآن، مضيفا أنّه في أسبوع واحد نُشر ثمانون شريطا مصوّرا، يظهر فيه مواطنون تتراوح أعمارهم بين عشر سنوات وأربعة وثمانين سنة، مع حضور قويّ للمرأة. كما ذكر المتحدّث أنّ فريقا خاصّا يقوم بفرز الفيديوهات المُرسلَة عبر هاشتاغ "عندي ما نقول" ومحتواها، لأن "الهدف هو التشجيع على الأمل، والبقاء في البيوت، وإظهار روح المواطنة والإنسانية".