إثر تعالي أصوات النساء المعنفات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حذرت لطيفة بوشوى، رئيسة فيدرالية رابطة حقوق النساء، من ارتفاع نسب العنف ضدّ النساء والاغتصاب الزوجي خلال الحجر الصحي الذّي فرضه المغرب كإجراء احترازي للحدّ من انتشار فيروس كورونا المستجد. وأبرزت الفاعلة الحقوقية أنّ النساء يواجهن صعوبة في التبليغ عن حالات العنف التّي يتعرضن لها، خاصة في ظل الظرفية الصحية التّي تحتم البقاء في المنزل، لافتة إلى أنّ النساء هن الأكثر تضرراً والحلقة الأضعف في هذه الوضعية الحرجة التّي تَعيشها المملكة. ولضمان الاستمرار في تقديم خدمات الاستشارة والتوجيه للنساء المشتكيات ضحايا العنف، تورد المتحدثة نفسها، اعتمدت الفيدرالية خدمة الاستماع عن بعد عبر مراكز شبكة رابطة إنجاد، وعلقت على ذلك بالقول: "النساء يُواجهن صعوبة في التبليغ، خاصة أنّ عملية الاستماع عن بعد حديثة التفعيل في بلادنا"، مشددة في السياق ذاته على ضرورة البحث عن أساليب أخرى للتبليغ عن حالات العنف. من جهة ثانية، نبهت بوشوى إلى الوضعية الصعبة التّي تعيشها بعض الفئات من النساء، ف"هناك فئة من ربات الأسر اللواتي يشتغلن في قطاعات غير مهيكلة لا تتوصل بالدعم"، داعية إلى ضرورة إعطاء الأولوية لمختلف الفئات الهشة من النساء، والتكفل بالمهاجرات والنساء بدون مأوى. في مُقابل ذلك، اعتبرت المتحدثة ذاتها، في تصريح لهسبريس، أنّ فترة الحجر الصحي فرصة للتعرف على ثقل الأشغال المنزلية التّي تكون في الغالب حكراً على المرأة، سواء كانت ربة بيت أو عاملة، وكذا فرصة للحوار مع الأبناء وتتبع مشاكلهم وهمومهم ونسج علاقات اجتماعية جديدة مبنية على المحبة والاحترام، مُنوهة بمبادرات بعض الرجال في تقاسم أعباء البيت خلال هذه الفترة الصحية. من جهة ثانية، انخرطت فدرالية رابطة حقوق النساء في المُساهمة في حملات التوعية والتحسيس من أجل الالتزام بإجراءات الحجر الصحي، والمساهمة في حملة تضامنية مع النساء والأسر في أوضاع صعبة، إلى جانب التبرع لصندوق تدبير مُواجهة وباء كورونا، وإطلاق حملة "المواطنة المسؤولة" عبر مُختلف شبكات ومنصات التواصل الاجتماعي. وتشمل عملية التحسيس، حسب بلاغ للفدرالية، التوعية بالالتزام بالحجر الصحي والتقيد بشروط الوقاية من انتقال الفيروس، واقتسام أعباء البيت بين الرجال والنساء داخل الأسر، ومُناشدة الشباب والرجال جعل الأزمة فرصة لتقوية رابطة التضامن، مع تثمين الذكورية الإيجابية، وتجنب العنف والتمييز ضدّ النساء.