قصد دعم فناني الشّارع الذين أوقفت جائحة "كورونا" مصدر رزقهم، بادرت فيدرالية المغرب لفنون الشّارع إلى إعطاء انطلاقة "شارع الحجر". وتعمل هذه المبادرة على خلق فرص شغل بديلة ل"فنّان الشارع"، بتمكين فنانين ومجموعات فنية من أداء عرض مباشر مؤدّى عنه على صفحة فيدرالية المغرب لفنون الشارع على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك". وستساهم الفيدرالية في رعاية العروض العشر الأولى، وتقترح على من يريد تشجيع هذه العروض ودعمها رعاية العرض المباشر بمبلغ ترسل قيمته المالية مباشرة إلى الفنّان، وبتمويل البثّ عبر التعبئة الهاتفية، وتخصيص مساعدات مالية للفنان بالتنسيق مباشرة معه أو عبر مختلف أشكال المساهمة والدّعم. وقال طارق الربح، نائب رئيس فيدرالية المغرب لفنون الشارع، إنّ العروض المقبلة ستكون من مختلف فنون الشارع، من موسيقى الشارع والسيرك والفنون الأدائية. وزاد الربح، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إنّ الهدف الأوّل لهذه المبادرة خلق فرص شغل بديلة لهذه الفئة المتوقّفة عن عملها بسبب منع التحرّك في الفضاء العمومي، بفعل التدابير الوقائية من انتشار "الجائحة". ومن مقاصد هذه المبادرة، وفق نائب رئيس فيدرالية المغرب لفنون الشارع، تكريس التضامن والتعاون في المجال الفني؛ لأن مثل هذا التعاون في هذا الظّرف ضروري لنتجاوز الهشاشة في المجال الفني بأكمله، والفئات الأكثر هشاشة فيه. ويوضّح المتحدّث أنّ من بين ما ترمي إليه هذه المبادرة "تعويد الناس على أنّ للثقافة مقابلا"، والاشتغال على هذا كمجتمع، في الظروف الراهنة التي يمكن أن تكون مواتية لنعيد النّظر في بعض الرؤى ونكرّس فكرة أن الثقافة منتوج ولو تمّ عن بُعد فإنّ له قيمة مادية، يجب أداء تعويض عليها. وقد عبّرت الفدرالية، في "نداء" سابق لها، عن أنّها "قلقة بشدّة من الوضعية الحرجة لفئة فناني الشّارع الذين اعتادوا الاشتغال في الأماكن العمومية بشكل تلقائي، والذين كانوا يكسبون قوت يومهم من مشاركاتهم في المهرجانات والتظاهرات الفنية الوطنية، ومن موسيقيي الشارع، وممارسي فنون السّيرك وفنون الأداء في شوارع وساحات المدن المغربية". وتأتي هذه المبادرة بعدما نادت "فيدرالية المغرب لفنون الشارع" الجهات الرسمية وقطاع الثقافة بوزارة الثقافة والشباب والرياضة إلى العناية خلال هذه الأزمة بهذه الفئات من الفنانين التي يرتبط نشاطها بالشّوارع والفضاءات العمومية، وبالمهرجانات والتظاهرات الثقافية المتوفقة حاليا، ب"كل ما يعنيه ذلك من تداعيات مادية واجتماعية ونفسية"؛ وهو ما يستلزم تدخلا مستعجلا، و"القيام بما يناسب للتّخفيف من انعكاسات الظّرف الراهن على هذه الفئة المتضررة، تفاديا لاستفحال الأوضاع".